الفصل 86: أريدها

22 2 2
                                    

تفاجأت نغم برؤية ريان عند خروجها، لكنّها شعرت بالسعادة أيضا لرؤيته، وقد جعلها ذلك تتذكّر بأنّها يجب أن تتحكّم بمشاعرها أكثر إن كانت تريد الحصول على نهاية مرضية لهذا الإعجاب.

"هل يمكننا التحدّث الآن أم نؤجّل ذلك إلى الغد؟" سأل ريان نغم الّتي ابتسمت وقالت "لا أمانع إن كنت تريد التحدّث الآن"

"جيّد" قال ريان ثمّ عاد كلاهما إلى المكتب وقد دخلا إلى الغرفة الداخلية كيلا يزعجهما أحد.

كانت نغم قد حضّرت نفسها في الصباح بانتظار التحدّث معه، لكنّ مجيئه المفاجئ لها رغم أنّها كانت تعتقد بأنّها لن تراه إلى اليوم التالي جعلها متوتّرة من جديد.

لكن ورغم التوتّر، سألت نغم بمجرّد أن جلس ريان أمامها "هل كلّ شيء بخير عند الجبل؟"

"لم تكن هناك إصابات بالغة، وقد اتّخذتُ ما يكفي من الاحتياطات في حال عاد الرجل" قال ريان بهدوء ثمّ حلّ الصمت للحظات إلى أن قطعه قائلا "أنا سعيد لأنّني لم أخلف وعدي لك بالتحدّث اليوم"

ابتسمت نغم واكتفت بالصمت فقال ريان "أنا شخص لا يعرف كيف يصنع المقدّمات، لذلك سأدخل في صلب الموضوع مباشرة"

شعرت نغم بالمزيد من التوتّر مع كلّ كلمة يقولها، وقد انتبه ريان لذلك، لكنّه قرّر أن يواصل الحديث قبل أن يحاول تهدأتها إن كان ذلك ضروريا، لذلك قال بهدوء "أنا واثق بأنّ رامز قد أخبرك بالفعل بأنّني مهتمّ بك، وقد كنتُ كذلك حتّى قبل أن يحدّثني بالموضوع، لكنّني لم أتّخذ خطوة واضحة لأنّني كنتُ أواصل تأجيل فكرة الزواج رغم أنّها كانت بعقلي منذ مدّة. لكن قبل أن نتقدّم في هذه المحادثة، أتمنّى فقط ألّا نفقد العلاقة الطيّبة بيننا إن لم تسر الأمور بيننا كما يجب، ولا يعني هذا بأنّني لن أبذل جهدي لإنجاح هذا الأمر، لكنّني فقط أريدك أن تتّخذي قرارك بحرّية وراحة"

ابتسمت نغم حينما سمعت ذلك وقالت "أتفهّم ذلك، وسأبذل جهدي أيضا أيّا كانت النتيجة"

ابتسم ريان بدوره ثمّ قال "أعتقد بأنّنا نتّفق بشكل جيّد ونملك انطلاقة جيّدة، لكن قبل أن نتحدّث عن أيّ شيء آخر، هل هناك أيّ شيء أو أيّ سؤال يخطر ببالك؟"

تفاجأت نغم بأنّه منحها الفرصة للتحدّث عن نفسها أوّلا، حينها سألت قائلة "هناك سؤال يثير فضولي، هل الفرسان مهووسون حقّا؟"

ابتسم ريان حينما سمع ذلك السؤال وقال "لا أحد يستطيع إنكار ذلك، ولا أحد يستطيع إنكار أنّ الطرف الآخر يجب أن يعمل بجهد مضاعف حينما يتزوّج فارسا أو فارسة، لكن لا تقلقي بهذا الشأن، أنا واع بهذا الأمر بالفعل وكنت أخطّط لضمان ألّا أرمي كلّ الحمل على زوجتي"

"لست قلقة كثيرا، لكنّني أردتُ أن أعرف رأيك" قالت نغم ثمّ أضافت "هناك شيء مهمّ يجب أن أقوله، أنا لا أريد أن أترك عملي في القصر مهما حدث، سواء كان ذلك بسبب الزواج أو لأيّ سبب آخر"

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن