كانت أيّام ليلى في القصر هادئة تجعلها تشعر كما لو أنّها تعيش حياة طبيعية لأوّل مرّة. كان العمل جيّدا، وكان عماد ورامز يثنيان عليها بشكل يومي ويخبرانها بأنّها تملك مهارات ممتازة، لدرجة أنّها بدأت تشكّ بأنّهما يفعلان ذلك عمدا. وخلال وقت الفراغ، كانت تقضي الوقت إمّا مع لؤي أو مع سيرين الّتي أصبحت علاقتهما دافئة بشكل غريب. حتّى نغم الّتي كانت ليلى حذرة منها في البداية أصبحت ملاذا آمنا كلّما احتاجت للسؤال عن شيء أو الخروج من القصر. ليلى كانت تعلم بأنّها تغامر مغامرة خطيرة، فقد كانت تشعر بأنّ رامز لا يحاول التقرّب منها مطلقا بعيدا عن نطاق العمل، وهو ما يعني بأنّها ستعود للغرب وتفقد هذه الحياة الدافئة الّتي اعتادت عليها. لكن بالمقابل، كان جزء منها يخبرها بأن تحصل على ذكريات سعيدة ولو كانت مؤقّتة تساعدها على مواصلة تلك الحياة الخانقة في الغرب.
كانت ليلى مع سيرين في مكتبها حيث كانت سيرين كعادتها جالسة على الأرض بينما كانت ليلى تنظر من النافذة، وقد رأت ليلى أخيرا المنظر الّذي كانت بانتظاره، نسر لينا كان يحلّق بالفعل في ساحة القصر.
حينما سمعت سيرين صوت النسر، عرفت بأنّ لينا عادت، حينها وقفت قائلة بابتسامة "أخيرا جاءت"
نظرت ليلى إلى سيرين مستغربة كيف انتبهت لصوت النسر وهي الّتي لا تنتبه لأيّ شيء عادة حينما تكون تعمل، حينها قالت سيرين "هل تأتين معي لاستقبال لينا؟"
"سأراها لاحقا" قالت ليلى فخرجت سيرين من الغرفة.
كانت ليلى تشعر بالفضول نحو لينا منذ أن ظهرت أوّل مرّة، لكنّهم لم يسمحوا لها بمقابلتها في الغرب، ولهذا كانت تشعر بأنّه سيكون غريبا أن تذهب لاستقبالها وهي شخص غريب عن هذا المكان.
حينما وصلت لينا على ظهر حصانها، كان الجميع بانتظارها أمام بوّابة القصر، وبمجرّد أن ترجّلت عن حصانها اقتربت منها نغم وسيرين وقامت كلتاهما بعناقها فضحت لينا وقالت "من يرى هذا يعتقد بأنّني أصبحتُ أمّا"
"اشتقت لك" قالت سيرين فقالت نغم "لا أدري لماذا شعرتُ بأنّك غبتِ لفترة طويلة"
"ممم، في الواقع، كانت رحلتي أقصر هذه المرة" قالت لينا فاقترب لؤي منها وقال "الأحداث الّتي مرّت جعلت الفتيات يشتقن لك"
نظرت لينا إلى لؤي وابتسمت قائلة "أنت حقّا بخير"
"أهلا بعودتك" قال لؤي ثمّ اقترب عماد وريان وتبادل الجميع التحيّة، وحينما لم تستطع لينا رؤية رامز قال عماد "لقد خرج لتفقّد شيء ما وسيعود قريبا"
لكن قبل أن تردّ لينا، ظهر سامي قائلا "أهلا بعودتك" وقد شعرت لينا بالسعادة لرؤيته بخير.
دخل الجميع معا إلى القصر لأنّ لينا كانت تريد أن تعرف ما حدث بالتفصيل أثناء غيابها وكيف انتهى أمر الانقلاب.

أنت تقرأ
الصيّادة لينا
Fantasyلينا، الملقّبة بالصيّادة، ظهرت بشكل غامض قبل 3 سنوات. لا أحد يعلم من أين جاءت ولا أحد يعلم ما هي تلك القوة الغريبة الّتي تحملها معها. لينا لا تفهم المشاعر مطلقا، وتعتبر لقاءها وتجاربها مع الآخرين خلال سفرها مع نسرها تجارب ممتعة تجعلها فضولية لفهم مش...