الفصل 75: لون عينيها

15 2 2
                                    

في المنطقة الوسطى، كان رائد جالسا مع والده في مكتبه بعد انتهاء محادثات بينهما وبين جميع سادة المناطق وقادة الفرسان، وقد انتهى الحديث بألّا يتدخّل أحد فيما حدث في الشرق طالما يقف الشعب والفرسان مع سيّد الشرق. رائد لم يكن سعيدا بهذه النتيجة، فقد كان يتمنّى رؤية رامز يسقط، لكن لم يكن بإمكانه فعل شيء، خاصّة مع مراقبة والده الصارمة لكلّ تحرّكاته.

"أحقّا لن تغيّر قرارك؟ لقد عرّض رامز منطقته للخطر من أجل أمور شخصية" قال رائد فردّ عليه الملك قائلا بهدوء "لقد انتهينا من هذا، رامز قائد ممتاز، ولهذا من الطبيعي ألّا يسقط لسبب كهذا"

"لكن..."

وقبل أن يواصل رائد كلامه قاطعه والده قائلا "رائد، أنت تفقد نفسك شيئا فشيئا بسبب مشاعرك، وستجعلني أعيد التفكير في منح هذا المنصب لك"

تفاجأ رائد ممّا سمعه واكتفى بالصمت فواصل والده قائلا "توقّف عن الهوس بالصيّادة وبالشرق وركّز على منصبك ومستقبلك، لم أعهدك غير ناضج بهذا الشكل"

"معك حق، أعتذر" قال رائد بهدوء وهو يعرف بأنّ كلام والده صحيح، لكنّه مع ذلك يجد صعوبة في تنفيذه.

بعد مرور بضعة أيّام، كانت لينا قد وصلت بالفعل إلى عاصمة الشمال قادمة من الجنوب، وهي محطّتها الأخيرة قبل العودة إلى الشرق. لينا كانت قد تلقّت رسالة رامز في طريقها إلى الشمال، وقد جعلتها الرسالة تشعر بالراحة لأنّ الشرق بخير، ولهذا قرّرت إكمال رحلتها كالمعتاد.

حينما وصلت لينا إلى بوّابة المدينة للدخول، كان إلياس هناك على ظهر حصانه بالفعل، وبمجرّد أن رأته ابتسمت وقالت بعد أن اقتربت منه "لا أدري لماذا تسرّني رؤية وجهك في كلّ مرّة"

ابتسم إلياس بدوره وقال "هل تغازلينني الآن؟"

"من يدري" قالت لينا مبتسمة ولم يعلم كلاهما بأنّهما قد قاما بخلق سوء فهم غريب لأنّ المارّين قد سمعوا تلك المحادثة وبدؤوا يتساءلون عن نوع العلاقة بين إلياس والصيّادة.

"ماذا تفعل هنا؟" سألت لينا فقال إلياس "عرفتُ بأنّك قادمة، لهذا انتظرتك بما أنّني كنت في الجوار"

أطلقت لينا نسرها ليطير عاليا، وحينها سمع إلياس صوته الساحر قال وهو ينظر إلى لينا "أهلا بعودتك"

عاد إلياس مع لينا إلى القصر وقد دخلت مكتبه كالعادة ليستطيعا التحدّث عن آخر الأخبار.

حينما جلست لينا مع إلياس، لاحظت تحديقه بها فقالت "ما الأمر؟"

"تبدين مرتاحة بالنظر إلى ما حدث في الشرق" قال إلياس مبتسما فقالت لينا "الجميع آمنون وهذا يكفي، أعلم بأنّ رامز يستطيع الاعتناء بنفسه"

"مممم، ماذا عن الضيفة القادمة من الغرب؟" قال إلياس بنبرة ساخرة فقالت لينا "لماذا يسألني الجميع عن هذا؟"

الصيّادة ليناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن