Hold me tight♦️

171 12 30
                                    




* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *



-

صَباح اليَوم التَّالي || السَّابعة وثلاثٍ وعشرين دقيقة

+

مَضت ساعات اللَّيل الثَّقيلة عَليهما بهيئةٍ غَريبةٍ وغير مُحببة، كان كِين فيها قد جاهد نفسه لينام بعدما تأكد من نوم الأصغر واحاطتها جيدًا مُشعرًا إياها بقربه لئلا تعود لتفزع وتعتقد انه غادر، وعلى الرَّغم من ذلك كان هو الأسبق بالاستيقاظ كعادته إلا أنه لم يشأ المُّغادرة حتى تستيقظ هيَ الأخرى...

كَانت الفجوة الزَّمنية بينهما أقرب إلى السَّاعة والنِّصف والتّي بمجرد مرورها بدأ يَشعر بحركةٍ خفيفة منها دلّته على انها بدأت تستعيد وعيّها أخيرًا، في حِين اطلقت الأصغر تنهيدةً طَويلة مجهولة السّبب، افزعها ربت الأخر على ظهرها لتعلم بتلك اللَّحظة انه استيقظ قبلها، مرّت الأحداث المُّعلقة منذ اللَّيلة الماضية على عقلها بما في ذلك تعبير كِين الغاضب مما جعلها تنكمش على نفسها بشدة مُقاومةً البُكاء، شعرت به يربت على رأسها كإشارةٍ لها لتنظر نحوه فتفعل بتردد وليكون تَعبيره الهَادئ هو أول ما رأته، اطال تَحديقه بوجهها المُّحمر من الدُّموع حديثة التناثر مما دعاه ليُردف قاطعًا خيط الصَّمت الغير مريح بينهما بقوله: لمَ تبكين يُولي؟

كَانت نَبرته هادئة كالمُّعتاد وكأن شيئًا لم يحدث على الرَّغم من مُخالفتها التَّامة لِما يدور بعقله، اشاحت الأصغر عندها نظرها إلى النَّاحية الأخرى ومن ثمّ اجابته: ف-فقط أ-

قاطعها حال سماعه لاهتزاز نبرتها الشَّديد مُردفًا: أتودين الحديث عن الأمر؟ ليس من الضَّروري أن تفعلي إنّ لم تكوني مُستعدةً لهذا، لا تُثقلي على نفسك....

لكنها وعِوضًا عن اجابته، بدأت بقصّ ما تعرفه عن هذه الحَادثة بقولها: لقد كانت خلال احدى فترات احتجازي لديهما، كان المكان الذِّي يتمّ ابقائي به خلال النَّهار قريبًا جدًا من المَّدخل، كنت أعلم حال اضاءة لُويس للمكان او انتشار روائح غير مُعتادةٍ به أنّ أحدهم قد اتى لرؤيتهما سواءً لمهمةٍ ما او من أجلي، كانت رائِحة عطرها تنتشر بالمَّكان حتى بعد مغادرتها بساعاتٍ طَويلة لذا أصبحت قادرةً على تمييزها متى أتت، كنت أرى كيف تتحول ملامح كَالفن كلما انهى الحَديث معها واتى إلي للتحدث، لقد قال ذات مرةٍ لي " يبدو مُخيفًا كيف انّ كِبرياء وغروره يدفعانه لإيذاء من همّ حوله بلا أدنى رحمة"، لم أُنكر ما بقيت به من صَدمة لكونه ليس مُعتادًا على التَّحدث هكذا معي، أو في الحَقيقة هو نادرًا ما يتحدث، ذات يوم، بقي مُختفيًا لقرابة الاثنا عشر ساعة او اكثر، لا أتذكر بالضَّبط لكنه لم يأتِ إلى لُويس كعادته، حتى اقتربت الساعة من الحَادية عشر ليلًا، وجدت عندها باب الغُرفة قد فُتح ببطء وبالطَّبع لا يفعلها إلا كَالفن، جَلس على الأرضية الخَشبية أمامي مُتأكدًا من ابقائي عيّني عليه لمعرفة ما يرغب بالتَّحدث به، لم أغفل عن بُقع الدَّماء التِّي كانت عالقةً بملابسه ولا حتى ذلك القطع أسفل عيّنه لكنني لم أجرؤ على سؤاله، هو يعلم أنني املك تساؤلاتٍ كثيرة بشأن ما يحدث لذا تطَوع بإخباري، لقد قال أنّ المُّهمة التَّي كُلف بها تُشبه قصتي من احدى الزَّوايا، كما أنّ ابي قام بالدَّفع لهم ليفعلوا ما يحلو لهم بي بعدما انفصل عن والدتي، المَّال الذّي تمّ دفعه له كان كمحاولةٍ لشرائنا، لكنه أعاد لهما ما تم دفعه من أجلي مُبررًا عدم اهتمامه بما قد يحدث لي، جزءٌ ما مني كان مُحطمًا وكنت على حافة البُكاء لكنني تمالكت نفسي لمعرفة ما تبقى لديه، ألقى عندها تلك السِّكين الصَّغيرة والرسالة بلا اهتمام، قال أن صاحب الرِّسالة قد وضع كل ما يملكه من مشاعر الصَّادقة تجاه صاحِبة الطَّلب لكنه لم يكن ملائمًا لها او ربما انها تملك شيئًا اخرًا بعقلها لكنه لم يكن مُهتمًا لتلك الدَّرجة، فهذه احدى مهامه المُّعتادة، قبل انّ يُغادر المكان تَحدث واصفًا الضَّحية " جُزئه اللَّطيف الزُّجاجي قد تحطم بوحشية، كل الصِّدق الذّي بذله بتلك اللحظة غدا رُفاةً بلا قيمة، لكنه يملك الخِيار بين يديه، أسيغدو جامدًا بلا مشاعر، امّ سيقوم بإنهاء حياته، أمّ سيقلب المَّوازين لصالحه، هو الوَحيد الذّي سيتحكم بسير هذه الضَّربة، كما يُقال دومًا، الضَّربة التّي لا تقتلك، تجعلك قويًا"، لقد كان صادقًا عندما اخبرك بكونه فضوليًا تجاهك منذ عرفك صغيرًا وحتى أصبحت بهذه الهَيئة القوية، ما أعلمه أنا جيدًا، أنه وبخلاف لُويس، فإنّ كالفن هو ذلك النَّوع من الأشخاص الذّين يتعمدون إيذائك ليَرى كيف ستسير الأمور التّي بين يديك، أستسمح للحياة بإيذائك دون مُقاومة، أم أنك ستقلب الأمور لصالحك بطريقةٍ ما، فور مُغادرته وإغلاقه للباب خلفه، بدأت بالبكاء دون وعيّ، جزءٌ مني كان قد تحطم صموده عندما علمت بما فعله أبي وكيف استطاع ذلك، والجُزء الأخر كان بشأن الفتى الذّي قُصت عليّ قصته، وددت لو كان بإمكاني رؤيته بذلك الوقت، لربما كان الحَديث مع من عانى ذات الأمر، سيبدو مُريحًا وأكثر صِدقًا، لكن انظر كيف تحوّل كل شيءٍ وبطريقةٍ ما أصبحنا معًا، لكن كَشف هذا الأمر أتى مُتأخرًا ربما...

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن