♦️Not gonna find someone like you

35 3 47
                                    






* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

مَساء الجُمعة|| السَّادِسة وثلاث دقائق.

+

كَان جَميع الفِتية ووالديهم مُنشغلين بالاستعداد لأمسية لَيلتهم المُّنتظرة، مُحاولين الانتهاء بأسرع وقتٍ مُمكنٍ، ليتسنى لهم مدّ يد العون قَبل أنّ يَبدأ المَّدعوون بالتَّوافد، وللتأكد من كَون كل شيءٍ بمكانه الصَّحيح، عِوضًا عن مُجابهة الفَوضى في وقتٍ لاحقٍ من المَّساء.

بإحدى زَوايا المَّدينة، كَان سَيد مَنزله مُستقرًا بمُنتصف حُجرته على سَريره بعدما انتهى من الاستعداد بصورةٍ شِبه كُلية، فلم يَتبق له عدا ارتداء سُترته وحِذائه، لكنه بَقي ثابتًا مكانه أثناء تَرتيب زَوجته لخُصلاته كما طَلب مُنذ أنَّه عاجزٌ عن فِعلها بمُفرده نَتيجةً لإصابته.

حَال فراغها من هذا الفِعل، تَراجعت بضع خُطواتٍ إلى الخَلف نِية إلقاء نَظرةٍ أخيرةٍ على ما قامت بفعله، فَتجد الفَتى يُحدق بها بذات التَّعبير السَّاكِن، مِما دَفعها للتحدث بنبرةٍ مُبتهجة: ألا يُمكنك التَّوقف عن كَونك وَسيمًا إلى هذا الحد سَيد سُون؟ كيف بإمكانك أنّ تَكون وسيمًا بجميع الحالات؟

ضَحك المُّخاطب بفعل نَبرتها المُّبتهجة وذلك التَّعبير الذِّي كانت تَحمله أثناء تَحدثها مَعه، فَيترك مَكانه مُتجهًا إلى المِّرآة لإلقاء نَظرةٍ على نفسه، فيَلحظ مُلائمة تَصفيفة الشَّعر له، فيلتفت عِندها لمُقابلة الأُخرى، مُخاطبًا إياها بقوله: ببداية الأمر، كُنت مُستغربًا اقتراحكِ عليِّ تدلية خُصلاتٍ مَعدودة على جَبيني ورَفع البقية عِوضًا عن رَفعهم جَميعًا كَنوعٍ من التَّغيير، لكن برُؤيتي للنتيجة لا يُمكنني وَصف مَشاعري بهذه اللَّحظة، كل شيءٍ تَقولينه يَبدو مُلائمًا بالنِّسبة لي.

قابلته بقهقهةٍ مُبتهجة حَال خَتمه لحديثه، مُومئةً له كُموافقةٍ على قَوله، فتتجه إلى الخِزانة لإخراج مِعطفه، فتُشير له بالاقتراب، فتُلبسه إياه بذِراعه اليُمنى، ومن ثُمَّ تُبقيه مُعلقًا على يُسراه، مُكتفيةً بإغلاق الأزرار المَّعدنية الدَّاخلية كما طَلبت من مُصمم الأزياء، تلافيًا لانزلاقه وإزعاجه في وقتٍ لاحق، فيَهمس لها أثناء وقوفها أمامه: ألم أُخبركِ أنَّكِ تأتين بأفكارٍ تُلائمني كَثيرًا؟ حتى هذه ذَكية ومُناسبة.

أجابته: أعلم أنَّك تَكره المُّشتتات، وتبعًا لحالة ذِراعك ومَيلانها الأن، من السَّهل انزلاقه كِيني، وعن كَونها فِكرةً ذَكية، لا حاجة لي بإخباركِ بأنّ المُّصمم قد ألقى نَظرةً مُستنكرةً عليّ، لكن عند تَوضيحي للسبب تَغيّرت نَظرته وقَبل طَلبي، مَسرورةٌ بكونه انتهى بالطَّريقة التِّي خَططتُ لها.

أشارت له بالجُلوس رَيثما تَرتدي حُليها عِوضًا عن وقوفه هكذا بلا حاجة، فيُومئ لها أثناء تَحديقه بهيئتها وهيَ تَفعل ما أسلفته له، فتُلقي نَظرةً أخيرةً حال انتهائها من الاستعداد تَمامًا، فتتجه إلى الخِزانة لإحضار حِذائه، مُعينةً إياه على ارتدائه ومن ثُمَّ تَشرع بعقد أربطته، مُتحدثةً بنبرةٍ مُعتدلة: أعلم أنَّك تُحب هذا النَّوع من الأحذية وبالتَّحديد هذه التِّي يَكون لونها مُوحدًا باستثناء قِطعة الأربطة، فتكون بالأبيض أو الأسود خاصةً إنّ كانت لأجل أمسيةٍ ما، لكنك لجأت لنوعٍ أخر دُون أربطة لئلا تَطلب المُّساعدة، ظَنًّا مِنكَ أنَّه سيكون عِبئًا على الأخرين، لذا ذَهبتُ خِلسةً لتبديله وإحضار الأخر الذِّي نال إعجابك قبلًا، فلو أخبرتك لكنت ستَرفض ونتجادل لوقتٍ طَويل.

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن