Different days ♦️ Pt3

34 3 38
                                    


* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

-

الحادية عَشر وثمانية دقائق.

+

كَان غُرابي الشَّعر قد غادر المَّكان كحال البقية، عائدًا إلى حُجرته للمكوث مع فتاته مُنذُ أنَّها لم تَعد إليهم كما أسلفت، لكنه كعادته فَكر أنَّها قد غَفت أو انشغلت بأمرٍ أخر كما يحدث في العادة.

حال ولوجه، وَجد الأصغر مُستلقيةً على السَّرير بمَلابس مُختلفة عن التِّي كانت تَرتديها قَبلًا، مُركزةً عيّنيها على صَفحات الكِتاب الذِّي تَحمله حد عدم شُعورها بقُدومه، فيَفهم عِندها أنَّه يَحمل شيئًا مُثيرًا يَحتاج اهتمامها بالكَامل كما يحدث معه عادةً.

أخذ مَقعده على الفِراش بجانبها، مُمررًا كَفه بين خُصلاتها المُّزرَقة في مُحاولةٍ لإعادة انتباهها إليه، فَترفع أنظارها عمَّا بين يديها نحوه، مُعطيةً إياه نظرةً مُستفهمة في حال كان يُريد شيئًا، فيَتحدث بما عنده: قُلتِ أنَّكِ سترتدين شيئًا ثقيلًا ومن ثُمَّ ستعودين إلينا، لكنكِ لم تَفعلي، أنهى الجَميع وجباتهم لذا قَرروا العَودة عندها لحُجراتهم، يَبدو كِتابًا جيدًا لذا لم تَشعري بحُضوري، أليس كذلك يُولي؟

أجابته: اشتريته قَبل بدء الامتحانات بعد قراءتي لبعض الأراء الجَيدة حوله، كُنت قلقةً من أنّ يَكون وَصفًا مُبالغًا فيه، لكنه حقًا يستحق كل إطراءٍ قِيل عنه، قرأتُ أكثر من النِّصف وأشعر أنَّني سأنهيه بوقتٍ قَصير، لا أُريد التَّوقف.

قَرص أرنبة أنَفها بلُطف، مُستلطفًا هيئتها المُّشتعلة أثناء إخبارها له بما عندها، فيَنهض تَاركًا مَقعده باتجاه الباب، فيُخاطبها قَبل مُغادرته: أُريد الجُلوس في الهواء الطَّلق لبعض الوقت والقِراءة على هاتفي ورُبما أقوم بلعب ألعاب الفِيديو، وَاصلي القِراءة بهدوء واستمتعي عَزيزتي.

التَقطت هاتفه وجِهاز ألعابه المَّحمول معه، مُلوحًا لها بتعبيرٍ مُتهللٍ قَبل أنّ يُغلق الباب خَلفه، تاركًا الفَتاة بمَشاعر مُبتهجةً أكثر من التِّي كانت بداخلها، عائدةً لفتح الكتاب وإكمال القِراءة من حَيث تَوقفت، دُون الاهتمام بكونها ستُنهيه بأقل من نِصف يَوم.

+

صَباح اليَوم التَّالي، كان الفِتية قد تَوجهوا لتناول الإفطار بالجُزء الخَارجي مُنذ أنَّ الهَواء البَارِد ساكن، وأباءهم يَستقرون بطابق القَارب العُلوي لاحتساء الشَّاي أثناء تَبادلهم لمُختلف الأحاديث واسترجاع الذِّكريات بِدءً من اللِّقاء الأول وحتى لَحظة مُغادرة أساهي قَبل بِضعة أعوام...

كَانت يُوليان تَقف قَريبًا من السُّور القَصير أثناء تَحديقها بالمِّياه، وعَلقها مُنشغلٌ بأمورٍ مُتداخلة مِما كان مُرتبطًا بالعَمل وسَنتها الدِّراسية الأخيرة وحالها من جوانب مُختلفة، شاعرةً بالارتياح لترك الجَميع لها بهدوء أثناء غَرقها بالتَّفكير، عائدين للجلوس بالدَّاخل لمُشاهدة شيءٍ ما، حتى قاطعها صَوتٌ تَمقت صاحبته، مُقتربة من السُّور حتى استطاعت الاستناد عليه، مُخاطبةً إياها بقولها: من المُّقيت قُدوم الدُخلاء معنا بهذه الرِّحلة، ألا تَشعرين بالخِزي لاعتراضكِ طُرق الأخرين؟

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن