Together ♦️

29 3 34
                                    



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

ظَهيرة الاثنين|| الثَّانية وثلاث دقائق.

+

كَان غُرابي الشَّعر قد اصطحب يُوليان عَقب انقضاء ساعاتها الدِّراسية كما اتفق معها قَبلًا، مُتجهًا بها إلى أحد المَّطاعم المُّحببة لهما، إذّ أنَّه قد رَتب لقضاء اليوم خارجًا في مُحاولةٍ لإرضائها مُنذ أنَّها غاضبةٌ مِنه بعد مَعرفتها لمَ فَعل، لكنها لم تَنفر مِنه كما كانت تَفعل قَبل أخر مُشكلةٍ وقعا بها، فقط تَنظر إلى الأسفل عندما يتحدث إليها أو تَنظر بأيِّ جِهة باستثناء وجهه، والأكبر مُدركٌ أنَّه قَلقٌ أكثر من كَونه غَضبًا، لذا فقط وَاصل الابتسام بلطفٍ أثناء تَحديقه بها، يَعلم بكونها تَنظر إلى كَفه بين حِينٍ وأخر للاطمئنان عليه.

شَابك كفّه بكفها أثناء قِيادته للعربة، شاعرًا بالمَّزيد من السُّرور لكونها لم تَقمّ بسحبها، فيَتحدث حال وقوفهما عِند إحدى الإشارات المُّرورية: ألا تُريد هذه الأنسة اللَّطيفة التَّحدث معي ولو قليلًا؟ ألا يَكفيكِ يومٌ كامل؟

أخذت تُحدق بكفّها الحُر، في مُحاولةٍ للتهرب من النَّظر إليه، فتُجيب بنبرةٍ خافتة بالكاد استطاع سماعها: كَيف بإمكانك أنّ تتحدث بهذه الطَّريقة بعد الذِّي حدث؟

أجابها بلحظتها قَبل أنّ تتمكن من إضافة المَّزيد: ولمَ لن أكون هكذا يُولي؟ أنتِ بَخير، وإصابتي ليست بليغة إنَّما مُجرد خُدوشٍ بسيطة، كذلك قَبل أنّ تتشاجري معي، لم أستطع مَنع نَفسي بعد رُؤيتي للحالةِ التِّي كُنت بها، أنا أتحدث بجدية، لو كَانت هُناك فُرصةٌ لأريكِ كَيف انقبض قَلبي بشدة أو ما أصبحت عليه مَشاعري، فقط حُزنكِ يكفي لجعلي مُحبطًا، ماذا عن رُؤيتكِ تتألمين وتُصارعين ذِكرياتكِ وخوفكِ بمُفردكِ هكذا؟ الأمور التِّي تَبدو عاديةً أو رُبما بلا قِيمةٍ لنا، تَكون مُؤلمةً ومؤذيةً لكِ حد عدم استمتاعكِ مِثلنا، أتَظنين أنَّ هذا سَيمر باعتياديةٍ هكذا كايِّ حدثٍ أخر؟ لا وألف لا، أنتِ ثمينةٌ بالنِّسبة لي لذا أيُّ شيءٍ سيحزنكِ سيُحزنني، وكلما زاد الأثر عليكِ سيزيد عليّ، لكنني لم أُبالغ فقد أوقفني يُوقي بإحدى اللَّحظات لذا مرّ الأمر بسلام، أيُمكنكِ فهم وِجهة نَظري الأن؟

كَان أول فعلٍ أقدمت عليه هو وَضع رأسها على كَتفه، والتِّي لم تَكن مَرتها الأولى لفعل ذلك، لكنها دائمًا ما تتسبب بنحت ابتسامةٍ لَطيفة على مُحياه كأحد أفعالها المُّفضلة بالنِّسبة له، فيَتبع ذلك تحدثها أثناء تَطويقها لذِراعه بكلتا كَفيها: إنّ كان أحدنا قد تأذى فلا يَجب على الأخر إيذاء نفسه، لو كُنت أنت من تأذى بشيءٍ ما، أسيكون مُرضيًا لك أنّ أؤذي نفسي كما فعلت؟ لا كِيني لن يُرضيك، لذا من فضلك لا تَفعلها مُجددًا، لا تَجعلني حزينةً بسبب هذه الأفعال.

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن