Upside Down 2 ♦️

280 15 1
                                    




* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *


-

مساء اليوم التّالي لتلك الصّدمة، عندما كانت عقارب السّاعة الحائطية تُشير إلى الساعة الخامسة والنّصف تقريباً، اللّحظة التّي رفرفت بها جِفنا كِين عقبّ ساعات الرّاحة الطّويلة بالنّسبة له، فور أن استعاد وعيّه واتضحت رؤيته كان وجه أخيه الباكي أول ما قابله حين اعتدل بجلوسه ليباغته الأخر بعناقٍ طويل وبكاءٍ على كتفه عقبّ أن ملّ من انتظار استيقاظه، اكتفى الأكبر بالرّبت على رأسه حتى هدأ بعد لحظات ليبتعد مُحدقاً به، قاطع صمت تلك الحجرة دخول الطّبيب عقبّ إخبار الممرضة بشأن استيقاظ مريضه ليأتي مُباشرةً لقياس إشاراته الحيوية وإعلامه بما حدث له وما أصابه ليهمهم الأكبر بفهمٍ له قبل أن يلتفت إلى يميّنه مُحدقاً بالجسد النّائم مُتسائلاً بشأنها ليعلمه الطّبيب بكونها إصابة بين العقلية والنّفسية لكن لا شيء سيكون واضحاً مالم تستيقظ، أومئ له مُتنهداً ليعود لاستلقائه تزامناً مع مغادرة الطّبيب وجلوس شقيقه ويُوقي قريباً منه محاولين تشتيت انتباهه بأحاديث عشوائية لبعض الوقت..

-

الأربعاء || التّاسعة صباحًا...

-

على الرّغم من مرور قرابة الثّلاث ساعات منذ استيقاظ الأصغر بعد انتظارٍ طويل، إلا أن تلك الحجرة كانت بجوٍ ثقيلٍ عليهم جميعًا، إذ أن الفتاة منذ استيقاظها كانت تتصرف بصورةٍ غير معهودة، فكان أول ما سألت عنه بعد تحديقها ورؤيتها لميساكي ويُوقي هو دميتها الزّرقاء تلك والتّي ظلت تبحث عنها لبضعة ثوانٍ قبل أن تقترب ميساكي منها سائلةً إياها لتخبرها، غادرت عندها هِي وشقيق كِين الأصغر يُوكي نحن منزل الأكبر باحثين عنه بحجرتها ليجداه حيث كانت تجلس في تلك اللّيلة على السّرير بجانب كُتيب الّصور، اسرعا عندها عائدين إلى المشفى مقدمين إياه لها لتعانقه بقوة مُبتسمة ناحِيتهم بطريقةٍ بدت مريبةً لبراءتها، حاول جميعهم التّحدث إليها وتفقدها لكنها فقط كانت تنظر نحوهم وتجيب إجاباتٍ قصيرة كلما تطرقّ أحدهم بسؤالها عن شيءٍ ما، وفور أن تنتهي تعود للنظر نحو كِين والذّي كان يبادلها نظرات مُشككة قبل أن تباغتهم بسؤال مِيساكي: أسفةٌ لكونها وقاحة لكن مِيسا من هذان؟ لم أتمكن من السؤال بمنتصف الحديث لذا أعتقد أن هذا الوقت المُناسب، ربما؟ ...

اتسعت أعيّن الجالسين فور سماعهم لقولها والذّي بدا أشبه بصاعقةٍ على جميعهم، بدت مِيساكي أكثر شخصٍ مشوشٍ بينهم لكونها لا تزال تجهل حقيقة ما يحدث لتُجيب بقولها: يُول ما بكّ؟ إنه كِين! الشّخص الذّي تعملين معه وشـ...

قاطعتها الأصغر بقولها: لكنني لست بعمرٍ يُناسب العمل صحيح؟ كَيف يُمكن أن تكون إجابتك هذه صحيحة؟

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن