* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
+ الواحدة وخمسٍ وثلاثين دقيقةً بعد الظَّهيرة.
*
كَان غُرابي الشَّعر قد فَرغ من شَرح الأوراق المُّعدة سابقًا للأصغر وعن كل التَّغييرات التِّي أحدثها هو وصديقه في الأيام المَّاضية، والتِّي لم يَتسنى لهما التَّحدث عنها بالتَّفصيل من قبل، اثر انشغالها بامتحانها وازدياد المَّهام الجامعية عليها، لذا لم تتواجد أيُّ فرصةٍ لفعلها عدا الأن.
حال فراغه، كان قد أخبرها أنّ يَذهبا إلى غُرفة الاجتماعات، فمن المُّؤكد أنّ ثالثهم بطريقه إليها، فتتحدث الأصغر إليه أثناء سيرهما باتجاه وِجهتهما، قائلةً: ألديك أيُّ شكوكٍ أو أفكار تجاه اللِّقاء أو الطَّرف الأخر كِيني؟
استنكر الأكبر سُؤالها العِشوائي، والذِّي لم يَسبق لها سُؤاله إياه من قبل سواءً كانت هيَ المَّسؤولة عنه أو أحدٌ أخر، لكنه كان متأكدًا من أمرًا ما أصبح مُحاكًا من قِبلها، والذِّي كان دافعها لتقوم بطرح سُؤالها، فيُجيبها عندها باعتيادية نبرته: بناء نظرتك عن أحدهم فقط من خِلال قِراءتك لمَ كُتب على الورق يبدو انطباعًا سطحيًا جاهلًا، ما سأقوله تاليًا سيكون مُجرد رأيٍ مَبنيٍ على التَّجارب السَّابقة والنَّظرة السَّريعة التِّي ألقيتها على المَّلفات المُّرسلة.
قرأت المِّسودات وسمعت من أحد الشُّركاء عنه، لم أجد شيئًا غير سارٍ فيما قِيل عنه، في العادة لا أشكّ أو أُفكر كَثيرًا في الأقوال، أضعهم كاحتمالٍ لا غير، لكن بالنِّسبة له، أشعر بالقليل من عدم الارتياح ككل مرةٍ تَكون الأحاديث مُستقيمةً هكذا، الأمر مُزعجٌ فقط، ماذا عنكِ؟ يبدو أنَّكِ تَحملين الكَثير بداخل عقلكِ.
أجابته الأصغر حال فتحها لباب الحُجرة: أستحب أنّ أُريك الأشياء أم أُثرثر بها على رأسك؟
أجابها: إنّ كان إظهار الأمور لي لن يُعرضكِ لأيِّ أذى، سأختار رُؤية كل شيءٍ بعينيّ، لذا أستضمنين عدم تَعرضكِ لأيِّ ضَرر؟
تزامنت لحظة خَتمه السُّؤال دُخول المُّنتظر، والذِّي كان حمل تعبيرًا مُتهللًا حال سماعه لصوت أكبرهما، فتختار يُوليان الإجابة على سُؤاله، قائلةً: إنّ ضَمنت لي أنت وشَقيقي الوَسيم إعطائي كافة الصَّلاحيات حتى يَنتهي الاجتماع دُون أنّ تُعطيا أيّ مُلاحظات.
أجابها يُوقي عقب استغراقه هو ورفيقه بِضع لحظاتٍ بالتَّحديق الصَّامت، قائلًا: ضمانان مُتبادلان، إنّ تحقق أحدهما سيتحقق الأخر.
أجابته الأصغر: اتفقنا، سأضمن ذلك، لذا إياكما والرُّجوع في قولكما لأيّ سبب.
حال إيمائهما لها، كَان باب الحُجرة قد طُرق، فيُدرك الثَّلاثة أنّ الضَّيف قد وصل، فتقوم يُوليان بفتح الباب عقب إشارتها للأخرين بأخذ مقعدهما المُّعد في الخلف، فيَلج رَجلٌ طَويل القامة إلى الدَّاخل، يَحمل تعبيرًا مُتباهيًا تمامًا كَطريقة سَيره، ومن خَلفه فتاةٍ تَبدو أصغر عمرًا منه، يبدو الارتباك والإحباط مُتجمعين على وجهها، فيَكون ذلك كفيلًا بإجابة إحدى شُكوكها، لكنها اختارت البقاء صامتة حتى النِّهاية.

أنت تقرأ
Lost.
Short Storyعاطفة وعنف متمازجان ✨ 🟡 ملحوظة : المعلومات الطّبية المذكورة معظمها غير صحيح