Zero O'Clock ♦️

311 17 30
                                    









* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

-

تسعة عشر يومًا إلى الوراء: -

+

لم يُنكر كِين صعوبة تلك الثّلاثة الأشهر التّي قضاها بعد محاولة يُوليان تلك بالموت، إذ أنّ الأصغر لم تكن تتحدث كما اعتادت، وجبات الطّعام التّي تأبى تناولها بجانب أدويتها لولا إلحاحه عليها بأن تأكل بطرقٍ عدة، واجه صعوبةً في بادئ الأمر لكونها لم تكن تعطِ أي استجابةٍ له منذ استيقظت في اليوم التّالي، لكنه لم يَتوقف عن التحدث إليها وتوليّة اهتمامه لها، إضافةً إلى كونه قد أعطى سايّ عطلةً من عمله خلال تلك الأيام ليبقى المكان خاليًا له وليُوليان ويتمكن من فعل ما هو قادرٌ عليه، حتى بداية الشّهر الثّاني عندما اختار كِين تدليلها بكلا القول والفعل جاعلًا إياها تلين أكثر له وتطيعه ببعض المشقة، لكنه كان ممتنًا لتغيّرها التدريجي ذاك مما جعله يشعر بكونه قد بدأ يجني نتيجة محاولاته...

خلال الأيام الأولى التّي بدأت يُوليان بها تتحدث وتستجيب له، سألها عن تقاريرها الطبية التّي تخص سمعها في محاولةٍ لإدراك الأمر بشكلٍ أكبر ليعلم ما الخطوة التّالية، صحبّ الفتاة إلى منزلها لتقوم بإخراج ملفٍ أبيض يحمل تاريخًا قديمًا استدل منه على أنه تاريخ الحادث، اخذ نظرةً سريعةً على ما كُتب بداخله ليعلم أن مُشكلة يُوليان هي بأحد أجزاء قناتها السمعية، أيّ أن الأمل بعودة قدرتها على السّمع قد ارتفع أكثر من السّابق، بدأ بالبحث عن علاج هذه المُشكلة ليجد أن الطّريقة الأكثر فاعلية هي قيامها بعملية زراعةٍ بديلٍ لذلك الجُزء التّالف بكلا الأذنين، لكن مُشكلته كانت بوجود مُتبرعٍ لها مما دعاه ليأخذ وقتاً أطول مما اعتقده، استغرق قرابة الشهرين للبحث عن طَبيبٍ ماهرٍ للقيام بها متجاهلًا تكلفتها العالية، توصل قبل بضعة أيامِ إلى كون المكان الأفضل هو بإحدى المدن البعيدة عن مكان إقامتهما إضافةً إلى وجود المتبرع بمكانٍ قريبٍ منها، شعرّ الأكبر في تلك الأيام بخليطٍ من السرور والإحباط، كونه كان قادرًا على إيجاد ضالته بعد وقتٍ طويلٍ من البحث، لكنه لن يكون قادرًا على الذّهاب معها إلى ذلك المكان لارتباطه بالكثير من الأمور الأخرى....

حالما تقرر موعد عملية الفتاة بعد محاولاتٍ عديدةٍ منه لإقناعها، قرر يُوقي وعائلته أن يكونوا المرافقين لها بدلًا من ذهابها بمفردها أو مع شخصٍ واحد تحسبًا لأي طارئ، استشعر كِين حُزنها في اللّحظة التّي قام بتوديعها في المطار، لكنه لم يكن ليُنكر أنه قد شعر بذات الحُزن لذهابها، فور عودته إلى منزله وبقاءه به لساعاتٍ طويلة، شعرّ بخلو المكان ووُسعه بمغادرتها حتى وإن كانت شيئًا مؤقتًا لكنه كان حزينًا لأنه لن يتمكن من رؤيتها لقرابة النصف شهر، لم يَنفي سعادته بمحادثتها عن طريق الرسائل إضافةً إلى بعض الأيام التّي يتحدثان بها بمكالمةٍ مرئية قبل العملية ببضع أيام، كانت الفتاة تبتسم لمحادثتها له وهو على حدٍ سواء، كانت تستمر بإخباره بشعورها بالوحدة دونه مما كان يدعو الأكبر ليبتسم مُرغمًا لشعوره بذات الأمر، لكنه فضّل ترك الإفصاح عن الأمر لوقتٍ أخر بدلًا من زيادة الحُزن عليها وهي بعيدةٌ عنه، حتى اللّيلة الأخيرة التّي تسبق يوم عمليتها، تركها الأكبر تتحدث بالقدر الذّي تشائه معه رغم تأخر الوقت، لأنه قد رأى كم أن نبرة الأصغر تعكس شعورها ورغبتها بالتّحدث إليه لوقتٍ أطول حتى غلبها النّعاس ليُنهيها بعد ساعاتٍ طَويلة من الحديث، مُتمنيًا لها ليلةً لطيفة وأن تسير الأمور في اليَوم التّالي بكلِ يُسر وتخرج بنتيجةٍ مرضية بعد كل هذا الانتظار وكل ما قاما بفعله في الأيام المُنقضية...

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن