* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *-
السّبت|| الواحدة بعد مُنتصف اللّيل..
+
كَان كِين مُنشغلًا بإتمام الكثير من الإعمال الإضافية والتّي من المفترض أن تُنجز في اليوم التّالي، لكنه احتاج إلى تغيير القليل في خطته لكون عائلته بالإضافة إلى يوقي وعائلته قد عبروا عن رغبتهم بزيارته مساء الأحد لكونهم لم يلتقوا منذ فترة، قبل الأخر بعد إعادته لترتيب خطته ليتمكن من قضاء وقتٍ كافٍ عند زيارتهم له دون الانشغال بالتّفكير في أيّ عمل، وها هو الأن مُستمرٌ بالعمل دون أن يُدرك إلى أين تُشير عقارب ساعته...
أيقظه من انهماكه صوت طرقاتٍ خفيفةٍ على باب مكتبه المفتوح، أنهى كتابة شيءٍ إضافيٍ على الورقة التّي بين يديه ومن ثمّ وَجهه أنظاره عنها باتجاه الطّارق، ليجدها الأصغر ببعض الخُصلات المُبعثرة تقف عاضةً على كُم قميصها الطّويل ذاك تُحدق به بهدوء، استطرد الأكبر عندها بقوله مُخاطبًا إياها: مابك يُوليان؟ لا تبدين وكأنك كنت نائمةً ثم استيقظتِ، هل أنا محق؟
أومأت له الفتاة ببطءٍ ليستأنف حديثه مُكملًا: لا تقفي هناك اقتربي، هل هناك خطبٌ ما؟
أخذت خطواتها تلك مُحدقةً بالأرض حتى دنت أمام مكتبه مُقابلةً إياه لتردف بسؤالها: س-سيدي إنها الواحدة وعشرين دقيقة، أيضًا أنا لم أنم حتى الأن كما قلت، لذا أتيت لسؤالك ما إن كنت تحتاج مُساعدةً ما...
عادت الأصغر لذات الفعل تزامنًا لإلتفات الأكبر نحو الساعة الحائطية خلفه ليوسع عيّنيه لحقيقة ما قالته، لقد غرق بعمله دون أن يعيّ وربما قد اكمل أكثر مما خطط لفعله، تنهد مريحًا جسده على الكرسي مُوجهًا نظره نحو الأخرى والتّي تبدو كعادتها مُرتبكة في لحظات الصّمت، ابتسم أثناء تحديقه ومن ثمّ تحدث: ما الذّي أبقاكِ مُستيقظةً حتى هذه الساعة المتأخرة؟ ليس من عادتك البقاء لما بعد منتصف اللّيل، بالتأكيد لديك ما تودين التّحدث به صحيح؟
أومأت له بعينين لامعتين ليشير لها بالتحدث فور لمحه للمعان عيّنيها لتستطرد: ا-اشتقت لأمي...
تبدلت ابتسامته تلك لأخرى قلقة ليستقيم مُتقدمًا نحو الفتاة مُتسائلًا: أعلم أنكِ تُفكرين بها دائمًا، لكن لم هذه المرة؟
رفعت المعنية نظرها بعدما تحررت تلك الدموع مُشكلةً خطين على وجنتيها مُجيبةً إياه: رؤية ذلك الشّخص أعادت كل شيء، إنه ليس ذات الذّي كان يحبسني أو يتحكم بي لكنه كان يُساعده، كنت أرى اقترابه من أمي في بعض الأحيان لكنه اختفى لوقتٍ طويل بعدها، الطّريقة التّي كان يبتسم بها أعادت كل ذلك الحزن، أنا رأيت موت أمي ووجها المُغطى بالدّماء مرةً أخرى، أنا أتذكر كيف كانت تُحرك شفتيها مُخاطبةً إياي، لقد عاد كل شيء، أنا خائفةٌ من عودة الأخر، من حدوث ذات الأمر مجددًا لكن لشخصٍ أخر أمام عينيّ، هذا مخيف...
أنت تقرأ
Lost.
Short Storyعاطفة وعنف متمازجان ✨ 🟡 ملحوظة : المعلومات الطّبية المذكورة معظمها غير صحيح