Light ♦️

259 17 7
                                    




* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *


-

جزء من الماضي || ليلة الزّفاف

*

حال مُغادرة عائلتهما قبل ما يقارب السّاعة، جلس كلاهما يحكيّ للأخر ما فعله بأيامه الماضية إضافةً إلى صدور بعد التذّمرات من يُوليان التّي كانت تشتكي من استمرار مِيساكي بمحاولاتها بها أن تقوم بتجربة الكثير من الملابس الغريبة، ضحكّ الأكبر بعيّنين مُضيئتين مُحدقًا بها والابتسامة لم تكد تُفارق ثغره حتى انتهت، بدأ عندها دوره بقصّ ما حدث معه وكيف كانت أيامه هو كذلك بجانب كُلٍ من يُوقي وشقيقه الأصغر وكم كانا مُمتلئين بالطّاقة للحد الذّي يجعلهما قادرين على إكمال رحلة الشّراء لساعاتٍ طويلة، بينما كان هو يسير بالخلف مراقبًا إياهما دون أن يفعل شيئًا لئلا ينقلبا ضده ويبدأَ بالثرثرة على رأسه بكون الزّفاف قريبًا وعليه أن يكون مُستعدًا والكثير من الأشياء التّي كان في غنىً تامٍ عنها والأخرى تستمر بالضّحك على تعابيره الضّجرة كما حدث قبل لحظات...

عَقبها، ولقرابة العشرين دقيقة، تركت يُوليان الأخر يستلقي واضعًا رأسه على قدمها بعد خلعه لربطة عُنقه وسترته ليتمكن من ذللك بكل أريحية، أخذت عندها تلعب بخصلاته الغُرابية وكفها الأيسر مُعانقٌ بكفه، مكتفيًا بإغماض عيّنيه اثر الشّعور المريح الذّي يبعثه فعلها بداخله...

بقيت الأصغر على ذات الحال مُحدقةً بالفراغ بملامح خالية، حتى أيقظتها كفّ الأكبر التّي قد لاطفت وجنتها، مما دعاها لتحوّل نظرها نحوه فتجده قد فتح عيّنيه لتوه ليُردف: بما تشغلين عقلكِ يُولي؟

تشيح نظرها بعيدًا عنه ومن ثُمّ أجابت: فقط عقلي لم يتمكن بعد من استيعاب كل ما حدث، لقد مرّ شريط الذّكريات أمامي ابتداءً من اللّحظة التّي أتيت إلى هنا وأنت قبلت بي، ومن ثمّ طريقتك في التّعامل معي والتّي ساعدتني كثيرًا على التّخلص من خوفي منك، كيف كنتَ حُلوًا جدًا ولطيفًا أكثر مما خُيّل لي، لقد رأيت البعض في السّابق ممن يعملون لديك وتمكنت من فهمّ الطّريقة التّي كنت عليها بالنّسبة لهم، هادئٌ وغامض، لكنك بذات اللّحظة كنت تجذب الأخرين إليك دون أن تشعر، حتى قبل أن تعلم بحقيقتي وقبل أن يحدث كل ذلك التّغيير، أنت حقًا كنت تدللني كِين، لقد عُدت لأشعر بالكثير من المشاعر الجيدة بفضلك، وازداد الأمر بعد أن ظهر كل شيء وشاركتني ذكرياتي برغبتك وكنت مُتقبلًا لي بكل حالاتي، في لحظاتٍ قريبةٍ ماضية، كان كل ما يملأ عقلي هو رغبتي بالاختفاء، لا رغبة لي بالخروج من جديد ومواجهة العالم أكثر، فَقدَ كل شيءٍ معناه بالنّسبة لي، كنتَ الضّوء المُنتظر في نهاية الطّريق المُّظلم، لديّ الكثير من المشاعر التّي أتمنى لو استطيع صياغتها لكنني لا أعلم كيف أفعل ذلك...

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن