Not as it appears pt5 ♦️

20 2 29
                                    




* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *


ظَهيرة الإثنين|| الوَاحِدة وسبع دقائق.

+

كَانت يُوليان قد بدأت باستعادة وَعيها بعد انتظارٍ طَويل، مُحدقةً حولها في مُحاولة لفهم ما يَجري، فيَمر بعقلها ما حدث فالليلةِ المَّاضية وكيف انتهى المَّطاف بها إلى هنا، فتقفز من استلقائها على الفور، جاذبةً انتباهه الجَميع نحوها بتعابير مُستنكرة، فيَكون أول ما سألت عنه هيَ لِيونا، فيُجيبها يُوقي: أُخذت ليُجرى لها بعض الفحوصات الأخيرة ومن ثُمَّ سيعيدونها إلى هُنا.

غَطت وجهها بكلتا كَفيّها، كما لو كانت تَشعر بالانزعاج مما يحدث، دون أن تُدرك مُغادرة كِين وصديقه تاركين المَّكان، فلم يَتبقى عدا شقيقه الأصغر ويُوليان بالمَّكان، فيتحدث أصغرهما قائلًا: لمَ تُصرين على فِعل هذا كله يُوليان؟ ألا يُمكنكِ إدراك ما يجري حولك؟

تُجيبه: ما الذِّي تُريد الوصول إليه يُوكي؟ إنّ كُنت تَملك شيئًا فتحدث به بصورةٍ مٌباشرة.

يُجيبها: لا أعلم إنّ كنتِ لا تعين ما يحدث أم أنَّكِ تتعمدين تَجاهله لكن من المُّفترض أنّ توتر العلاقة خِلال الأيام المَّاضية كفيلٌ بجعلكِ تعين ما تُواصلين اقترافه من خطأ، لمَ تَرين حالة كِين والبقية؟ لمَ تُواصلين التَصرف بأنانيةٍ هكذا؟

قاطعته بحِدة نَبرتها، وعيّناها قد أطفأها ما يعتريها من مَشاعر، مُخاطبةً إياه: لا حاجة لي بتذكيرك بفارق العُمر بيننا وألا حق لك لاستخدام هذه اللَّكنة معي، ثانيًا عليك أنّ تتوقف عن التَّحيز لأخيك والبقية وتنظر بعين الواقع لتعلم جيدًا من المُّخطئ هنا، لا أظُنُّني الشَّخص الذِّي توقف عن التَّحدث إليكم وحكم بلا دليل وأصبح يُعامل اعتمادًا على حُكمه، وبنهاية المَّطاف، ألم يَكن شقيقك من بدأ الأمر؟ إذًا إياك ومُحاسبتي على أيّ شيءٍ أفعله، عُد للتفكير بحياديةٍ تامة تجاه الأمر وستعرف عندها أنّ الخطأ لم يَكن مني...

يُجيبها: كانت بإمكانكِ الاستعانة بالشُّرطة على الأقل، لم تَكوني لتَصلي إلى مرحلةٍ خَطرة هكذا، كِدتما تفقدان حياتكما فقط لأنَّكِ رغبتِ بالتَّصرف من تِلقاء نفسكـ...

تُجيبه: شُرطة؟ أيُّ هُراءٍ هذا يُوكي؟!، الشُّرطة التِّي تَقبل الرشاوي وتتكتم على جَرائم شَنيعة مثل ما حدث معها؟ أسكتهما بدفع مبلغٍ وقدره ليتسنى له البطش بالصَّغيرة وأُمها قدر ما يَشاء وحتى عندما وَصلا وكان أمرهما مكشوفًا لم يَشعرا بالخَّجل مما اقترفاه، أتَظنُّ جَميع رِجال الشُّرطة مثلك ومثل أمي؟ استيقظ من وهمكَ الطُّفولي، كم عدد الضَّحايا الذِّين كَانت فُرصة إنقاذهم كَبيرة لكن أوغادًا ساروا باسم العَدالة وسَمحوا لمُجرمين مِثل والد لِيونا بفعل ما يُريدون؟

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن