* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
-
سبعةُ أشهرٍ، كانت الفترة كافيةً لتُصبح علاقة الاثنين مريحةً بصورةٍ مُدهشة، عن يوقي الذّي أصبح قلبه كل يوم ينبسط انشراحًا برؤية شروق يُوليان يتصاعد مُجددًا عقب غروبه لوقتٍ طويل، قلبه يستمر بالامتنان لصديقه الوحيد على كل السعادات التّي يمدها للأصغر بلا إدراكِ ولا شُكرٍ مَطلوب، في النّاحِية الأخرى كان كِين يرى مرةً تلو مرة كيف تحولت هالة الصّغير الذّي يعيش معه تدريجيًا من تلك المرتبكة إلى أخرى ممتلئةٍ بالطّاقة ومنعشة على الأقل حوله وكان سعيدًا بهذا التّحول الذّي كان يظنه مُستحيلًا، اصبح يتحدث إليه بهدوءٍ اكثر و بتلعثمٍ اقل، يقفز في الأرجاء كلما حصل على ثناءٍ منه على عمله الجاد، أصبح يأتي إليه بنفسه عندما يلحظ وجود أشياءٍ للنقاش في المعاملات التّي يعهدها إليه دون أن ينتظر إشارة الأكبر للقدوم، لاحظ كيف ارتفع مُعدل الإنجاز في عمله بتدرجٍ واضح ولا زال مُستمرًا بفضل تواجد الصّغير إلى جواره، دون نسيان ملازمته الدّائمة لجانبه عند ذهابهم إلى مقرّ العمل واختباءه الدّائم خلفه ما ان يحاول احدهم الاقتراب منه بأي صورة وهذا الفعل الذّي جعله يشعر بمسؤوليةٍ أكبر تجاهه وأن حمايته هي احدى أولوياته الثابتة وخاصةً في الخارج...
لم يتخلص الصّغير بعد من حالات هلعه عند تواجده بين حشدٍ وفير وذلك عندما يحضر بعض الزّوار أو الموظفين إلى كِين ويوقي لمناقشة بعض الأعمال والمعاملات سويًا، لكن كليهما كانا مُتفهمين لحالته وأصبحا يبقيانه قريبًا منهما ويطلبان منه إبقاء عينيه عليهما لئلا يشعر بالهلع عند النّظر إلى الغرباء...
بداية هذا الأسبوع قرر كِين باتفاق مع الأخر إدخال يُوليان معهما في اجتماع هذا الشّهر معطيًا إياه حقّ المُشاركة في النّقاش وإبداء رأيه إذا رغبّ...
ارتبكّ الأصغر حالما طرح كلاهما عليه الأمر راغبًا بالرّفض لكنه شعر بالإحراج لكونه رفض الأمر لأكثر من مرة في السّابق، إضافة إلى شعوره بالرغبة المّلّحة في ملامح يوقي، ليَقبل على مضض دون أن تفارق الأفكار السوداوية عقله حتى يوم الاجتماع...
-
قبل الاجتماع بقرابة الساعة كان الصّغير يجلس على الأريكة بمكتب كِين الذّي يقبع خلف طاولته، ويوقي بجانب الصغير محاولًا تخفيف الحمّل العقلي عنه قليلًا، بينما الصّغير كان يعبث بأصابعه بشرود حتى قاطع أفكاره نكزّ يوقي له بملامح قلقة ليتساءل: يُول ما بك؟ لما أنت شاردٌ هكذا؟ بسبب الاجتماع أم لسببٍ أخر؟
اخفض رأسه مُجيبًا بارتباك: اممم لا لـ-ليس بشأن الاجتماع، إ-إنه ..... ا.
لم يشعر عدا بأصابع يوقي التّي حطت أسفل فكه مُرغمًا إياه على النّظر نحوه مُضيفًا: إنه ماذا يُول؟ قلها كلانا يستمع، لا تخف ...

أنت تقرأ
Lost.
Short Storyعاطفة وعنف متمازجان ✨ 🟡 ملحوظة : المعلومات الطّبية المذكورة معظمها غير صحيح