Pure ♦️

31 3 38
                                    



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *


صَباح الأربعاء|| الحادية عَشر ودقيقتين.

+

كَانت يُوليان قد تَوجهّت فور وصولها إلى مقر العمل لمكتب شَقيقها اثر اتفاقه معها باللَّيلة المَّاضية ليُطلعها على ما استجد بنمط العمل منذ أنّ الرُّبع الأول قد انتهى وحان مَوعد إحداث القليل من التَّغيير وإعادة تَرتيب بعض الأمور لتَلافي أيِّ أخطاءٍ سابقة من الحدوث مُجددًا، وها هيَ تستقر بجانبه على الأريكة، مُحدقةً بالجِهاز كحاله أثناء شَرحه لها عمَّا يتوجب عليها مَعرفته.

أثناء انغمارهما بما يَفعلانه، وَصلتهما طَرقةً على باب المَّكتب، فيُدركا على الفور هَوية القَادم، فكونه هو وصديقه اتفقا على طَرق الباب لطرقةٍ واحدة في أتى أحدهما بمُفرده إلى الأخر أو برفقة يُوليان، وأربعًا متتالية في حال كَان أحدهم برفقته.

فُتح باب المَّكتب، مُظهرًا من خَلفه هَيئة غُرابي الشَّعر بذات الابتسامة الجَانبية، مُلقيًا التَّحية عليهما عَقب إغلاقه الباب وتقدمه نحوهما، فتترك الأصغر مقعدها، متقدمة نحوه بخطواتٍ سَريعة حتى استطاعت القفز وعِناقه، فيَلتقطها بدوره بين ذِراعيه لئلا يَقعا نتيجةً لذلك، فَيسمعا حديث الجَالس بالخَلف، مُخاطبًا إياهما: لو علمت أنَّها ستتشتت هكذا برُؤيتك، كنتُ أنهيت كل شيءٍ قَبل أنّ تأتي...

أجابه الأكبر حال وَضعه لها أرضًا على قدميها: أتشعر بالغِيرة لاهتمامها بقدومي أكثر من أمور العمل المُّملة؟

قَلبّ المَّعني بالحديث عيّنيه دليلًا على انزعاجه من إجابته، فيَسمعا عندها ضَحك الأصغر، والتِّي بدت رُغم إرهاق الجَامعة والعمل مُبتهجةً وذات طاقةٍ عالية، مِما دَفع غُرابي الشَّعر لسُؤالها عن السَّبب، فتُجيبه بنبرةٍ مُبتهجة: سأذهب للعب كُرة السَّلة معكما للمرة الأولى، هذا كفيلٌ بجعلي سعيدة.

أجابها أكبرهما: لو علمت أنَكِ ستبتهجين إلى هذا الحد، لكنت اقترحت ذلك منذ وقتٍ طَويل، كذلك هذه ليست المَّرة الأولى يُولي، لعبناها عندما كُنَّا صِغارًا، ألا تتَذكرين؟

* * * * * * * * * * * * * * *

ضِمن أحد أيام العُطلة الدَّافئة، تتعالى أصوات الأطفال فرحًا بعُطلتهم بعد انتهاء فصلٍ دِراسيٍ طَويل، كَانوا قد انطلقوا بطاقةٍ أعلى مِن التِّي كانت عندهم صباحًا بمُجرد سماعهم صَوت جَرس المَّدرسة، مُعلنًا عن النِّهاية المَّنتظرة، مُنتشرين بالأرض كَردة فعلٍ مُتوقعة، منهم من عاد مع والديه إلى المَّنزل للراحة، أو تناول وجبةٍ عائلية دافئةٍ كأول مُكافئةٍ على صُمودهم طِوال الفَصل، وأخرون اختاروا البقاء خارجًا للعب وتَحرير ما بداخلهم من طاقةٍ مَكبوتة.

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن