Truth or dare ♦️

22 3 36
                                    



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

مَساء الجُمعة|| الخَامِسة وواحدٍ وعشرين دقيقة.

+

كان الفِتية قد اتفقوا على القُدوم إلى مَنزل فِيرلا إجابةً لدعوتها لهم رغبةً في إعداد بعض الأطعمة اللَّذيذة لهم بعد مَرورهم بفترةٍ ثقيلةٍ وعَصيبة، مُستغلةً بذلك مُكوث ابنتها وزوجها بهذا المَّنزل كرغبةٍ في التَّغيير عن النَمط المُّعتاد، وتواجد سَاي لخدمتهما كما كان مُعتادًا، لذا فكل شيءٍ يَبدو مُسهلًا لها كما تَمنّت.

بهذه الأثناء، كَانت يُوليان تستخدم الأريكة كمكانٍ للاستلقاء، مُستلقيةً على ظهرها، والأكبر يَستلقي على صَدرها بسُكون، يَلتصق ظهره بظهر الأريكة، إحدى ذِراعيه تستقر أسفل جَسد الأصغر، والأخرى تتدلى بتعبٍ عليها، غارقًا بنومٍ عَميقٍ بعد ساعات عمله الطَّويلة، مُستغلًا ساعات الانتظار قَبل قُدوم البقية، مِما دَفع خادمه لإحضار الغِطاء ووضعه عليهما لئلا يَشعر الأكبر بالبَرد خاصةً مع هذه الأجواء المُّتقلبة، ووالدة الفتاة تَخبز لهم بعض الأطعمة اللَّذيذة بمُساعدةٍ من سايّ بعدما عَرض عليها ذلك.

بهذه اللَّحظة، وَصل الجَميع صَوت رنين جَرس الباب، مُعلنًا عن قُدوم المُّنتظرين، فيَتقدم سَاي ناحيته لفتحه، مُرحبًا بهم عَقب إفساحه الطَّريق لهم، فيَلج الإخوة الأصغر سِنًّا أولًا، ومن ثُمَّ مِيساكي ويُوقي بعد إلقائهما التَّحية عليه، مُستنكرين نَوم غُرابي الشَّعر بهذا العُمق، مِما دَفع الأصغر لإجابتهم: كَان العَمل مُبالغًا به اليوم لذا بالكَاد حصل على الفُرصة للتنفس، لذا عندما فَرغ منهم، ألقى بجسده بتعب على كُرسيه، أخبرني أنَّه يَشعر بصداعٍ شديد لذا رُبما عندما يَعود سيغفو، وها هو ذا قد فعلها وغَرق بالنَّوم...

أضاف يُوقي سُؤاله: ألم يَكن من المُّفترض بعمل اليوم أنّ يَكون مُتبقيًا من الأمس، لذا ماذا حدث؟

أجابته: أُولئك الأوغاد اجتمعوا للقائه ومُناقشة مُختلف الأمور بآنٍ واحد، تخيّل أنّ يَتحدث أربعة أشخاصٍ على رأسك بلحظةٍ واحدة؟ أرسلنا لهم خلال هذا الأسبوع لأكثر من مرة لنتلافى مِثل هذه المَّواقف، لكنهم أصرّوا على التَّسويف وترك كل شيءٍ لأخر يوم، هذا مُزعج، مُتأكدة من أنّ رأسه كان سينفجر، لكنه واصل كَبح غَضبه بالرَّغم من حِدة نَظرته، المُّهم أنَّ كل شيءٍ قد انتهى دُون احتياجه للبقاء لساعاتٍ إضافية...

أخذت يُوليان تُحدق بوجه النَّائم، مُواصلةً المَّسح على رأسه وظَهره بالتَّناوب، مُستلطفةً هَيئته السَّاكنة، دُون أنّ تَغفل عن مَشاعر الانزعاج التِّي سَكنت شَقيقها، فَيتبع ذلك تحدثه بنبرةٍ مُنخفضة: سحقًا لهم، ألن يَكفوا عن هذه الأفعال الصِّبيانية وغير المَّسؤولة؟ سأريهم الأسبوع المُّقبل، لن أدعها تَمر بهدوءٍ هكذا هذه المَّرة.

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن