Lost.

can't stop ♦️

* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

-

جُزءٌ من ساعات الصّباح الأولى || الخَميس- الثَّامنة وثلاث دَقائق...

*

كَان الأكبر سِنًا قد قرروا فيما بينهم اللّيلة المَّاضية الخروج صباحًا وتناول الإفطار بإحدى الأماكن القَديمة والمُّحببة إليهم كَنوعٍ من التّغيير واستعادة لأوقاتهم الثّمينة كما في السّابق، في حِين استيقظ الأصغر منهم في وقتٍ متأخرٍ قليلًا اثر امتلاكهم جميعًا لمشاغل أخرى تُجبرهم على ذلك وعنى هذا خلو المَّنزل بعد التَّاسعة تقريبًا كما كان مُعتادًا...

خلال هذا الوَقت، جلس كلٌ من كِين ويُوليان برفقة الثّلاثة البَاقين بعد مُغادرة يوتا إلى مدرسته بصحبة سايّ، كانت أصغرُ الفتاتين مُستمرةً بالتّحدث عن بعض ما تلاقيه خلال يومها الدِّراسي سواءً من زملائها في الصَّف او بعض المُّعلمين، بينما كان يُوكي مُستمرًا بإجابتها ومُبادلتها الحَديث، بقي الثّلاثة الأكبر سِنًا مُنصتين إلى ما يُتبادل أمامهم من شكاوى يُوليان وموافقة الأخر لها، حتى تذكرت أمر أحد الأساتذة والذّي كان هو النُّقطة السَّوداء بأيامها الدِّراسية لتُردف: لا أعلم إنّ كان الخطأ مني أم لا، لكنه وغدٌ بطريقةٍ لا توصف، هو لا يفعل شيئًا عدا إعطاء الكَثير من الواجبات ويقوم بملأ اللوح بالمَّسائل الرِّياضية، هو لا يعطي وقتًا حتى لتتمكن من كتابة كل هذا، حال أن يصل إلى الطَّرف الأخر منه، يعود إلى نقطة البداية ويبدأ بمسح ما قام بكتابته ويكتب شيئًا اخرًا، يأخذ ساعاتٍ إضافية وكأنه يعلم أني لا أريده لذا يستمر بالظّهور أمامي...

يُجيبها يُوكي: الخطأ ليس منك، لكنه يبدو مولعًا بكم، أيضًا من أين يأتي بهذه الطَّاقة وقدرة التّحميل ليبقى واقفًا لثلاث ساعات ويتحدث دون توقف؟ فليُعرني بعضًا من قدرة تحمله...

تُجيبه: غرفةٌ مُغلقة وحتى ضوء الشَّمس يُحجب بفعل السَّتائر الثٌّقيلة والتّي من المؤكد لم يقمّ أحدٌ بشرائها عداه، فلا توجد بأي غرفةٍ دراسيةٍ عدا خاصته، حتى بابها يُغلق دومًا بالمِّفتاح، يمكنك تخيّل سماع صوته لثلاثة ساعاتٍ متواصلة وسماع صدى صوته كذلك بذات اللّحظة، هو حقًا لا يصمت ولا يأخذ دقائق راحة او يشرب ماءً ولا يسمح لأحدٍ بالدُّخول بعده ولا يقبل تحدث العاملين هناك او الأساتذة الباقين معه خلال ساعات الشّرح، لن يتردد بقتل من يحاول فعل هذا دون شكّ...

تَحدثت مِيساكي مُقاطعةٌ صمتها المُّعتادة بقولها: من الطَّبيعي ألا يكون الجميع كما تتخيلين يُول، لكن لمَ تستمرين بالتَّذمر منه في حِين أنكِ تملكين أخرين مزعجين مثله؟