* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
-
الواحدة وثلاثٍ وثلاثين دقيقة بعد مُنتصف اللَّيل.
*
كَان الهدوء يَعمّ أرجاء حُجرة كِين ويُوليان عند هذه السَّاعة المُّتأخرة، كانت أصغرهما نائمةً بسكونٍ أسفل الأغطية الدَّافئة، بينما الأكبر قد اقترب من ارتداء ثيابٍ ملائمةٍ للخروج، على الرَّغم من أنَّها لم تَكن عادته بالخُروج بمثل هذا الوَقت، إلا أنَّه قد وجد في نَفسه حاجةً للفرار والذَّهاب إلى أماكن عِدة ليُلقي ما يَحمله من مشاعر مُرتبطة بها هناك...
التقط هاتفه وما أراد حمله من أغراض مُتجهًا إلى باب حُجرته للمُغادرة، ليُقاطعه همسٌ ضَعيف يَهتف باسمه، التفت بانزعاجٍ كونه قد تسبب بغير قصدٍ بإيقاظها ليَجدها قد اعتدلت بجلوسها بملامح مُتعبة وعيّنين تُحاربان للصمود، اقترب أخذًا مكانه على السَّرير بجانبها مما دعاها لتنبس حال أنّ اتضحت رؤيتها: هل أنت بخير؟ أحدث أمرٌ ما؟
نفى برأسه كإجابةٍ لها لتستأنف الحَديث: ما بكَ إذًا؟
التقط احدى كفيّها مُلاطفًا ظاهره بإبهامه تزامنًا لإجابته: أريد الذَّهاب إلى مكانٍ ما بمُفردي، يُوجد بعقلي بعض الأمور التِّي أريد إعادتها إلى حيثُ تنتمي، لكن لمَ استيقظتِ أنتِ؟ تبدين مُتعبةً جدًا...
أطلقت تنهيدةً ثَقيلةً كانعكاسٍ لمَ كانت تَشعر به قبل أنّ تُجيبه بقولها: لا أملك إجابةً لسؤالكَ كِين، لكن ألا يُمكنك المُّغادرةُ صباحًا؟
أجاب: سأحبُ فِعلها الأن، أعدكِ بالعودة قبل أنّ تستيقظي مُجددًا، ولن أُغادِر قبل عودتكِ للنوم، هيا استلقي سأبقى بجانبكِ.
أعطت إيماءةً صَغيرة قبل أنّ تَدفع بجسدها إلى الوراء واقعةً على الفِراش بتعب تزامنًا لتوّجّه الأكبر إلى شِقه، مدّ كَفه بادِئًا بالمَّسح على رأسها مُراقبًا إغلاق عيّنيها تدريجيًا حتى عادت للغرق بنومٍ عميقٍ...
قام بتعديل الغِطاء عليها مُتمنيًا لها ليلةً هادئة، ومن ثمّ سَلك طَريقه مُغادرًا المَّكان إلى الأسفل ومن ثمّ إلى حَيث يَصفُ عربته، لينطلق عندها إلى وِجّهته...
بذات الأثناء، كانت مِيساكي وكلا شقيقيها ويُوكي مُتواجدين برِفقة فِيرلا كأخر من بقيّ مُستيقظًا في المَّنزل، كان سبب تواجُدهم لديها هيَ رَغبتهم بمَعرفة كل شيءٍ من قبل أن تُولد يُوليان وحتى لَحظة مُغادرة ذلك الرَّجل لهما، لتأخذ المَّعنية بالحَديث وَقتها لترتيب الأحداث برأسها ومن ثمّ تَنبس مُجيبةً إياهم: الهَيئةُ التِّي أتى بها كانت مُختلفةً تمامًا عمّا رأيته منه بعد الزَّواج، أصبح شخصًا لا يملأ عقله شيءٌ عدا الكحول وإشباع رغباته والصُّراخ، لا أعلم هل كان يرتدي قناع البراءة طِوال ذلك الوقت أم أنَّ شيئًا ما قد جرى، لكنها حقًا كانت بداية كابوسٍ سيءٍ وبشدة...
أنت تقرأ
Lost.
Short Storyعاطفة وعنف متمازجان ✨ 🟡 ملحوظة : المعلومات الطّبية المذكورة معظمها غير صحيح