* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
-
الخَميس|| الحادية عَشر وسبع دقائق صباحًا.
*
كَانت يُوليان لتوّها قد وَصلت إلى مَقر العَمل بعد انتهائها من تَقديم أخر مهمةٍ أدائية لهذه الفترة، لكنها كَانت مُمتنةً لحُصولها على ما يُرضيها بنهاية المَّطاف بعدما كانت تَقضي ساعاتٍ طَويلةً في أيامها السَّابقة مُنغمسةً بالعمل على كل ما لديها من أعمالٍ وواجبات حتى بدأت باقتطاع جزءٍ من ساعاتٍ راحتها ونومها ليَتسنى لها إنهائهم قبل مُنتصف اللَّيل...
أخذت خُطواتٍ مُجهدةً بعد صعودها الدَّرج الطَّويل مُنذ ارتأ لها ازدحام المَّصاعد مع حُضور وقت الرَّاحة، فلم تَكن لديها أيّ رغبةٍ بالوقوف والانتظار ولا التَّداخل مع المُّوظفين والإزعاج الصَّادر منهم، لكن سُرعان ما اُعترض مَسيرها بموقف يافعةٍ لم يَسبق لها رُؤيتها قَبلًا، بدت أكبر منها قليلًا، استنكرت الفتاة سبب الاعتراض، لتُجيبها الواقفةُ أمامها: السَّيد كِين لا يُريد رؤية أحدٍ الأن، وأنتِ لا تَملكين موعدًا معه لذا لا يُسمح لكِ بالدُّخول.
تُجيبها بذات التَّعابير المُّستنكرة: ولمَ سأحتاج إلى إذنٍ أو موعدٍ لأدخل إلى مَكتبي؟
تُجيب بنبرةٍ شِبه هازلة: المَّعذرة؟ هل قلتِ مَكتبكِ؟ إنَّه مكتب السَّيد كِين، لربما أخطأت وسِرت بمكانٍ مُختلف، لا يَتواجد بهذا الطَّابق عدا السَّيد كِين والسَّيد يُوقي ومكتب المُّساعدتين أمامه، أربعة أشخاصٍ فقط.
نَبست المَّعنية بالحَديث بنبرةٍ تُشابه خاصتها: أربعةُ أشخاصٍ قبل أنّ تأتي، يبدو أنَّكِ مُستجدةٌ هنا لذا تتَصرفين بهذه الطَّريقة، أين أساكي؟
قَلّبت المُّخاطبة عيّنيها بضجرٍ مما سَمعت، ليُقاطع مُحاولتها للإجابة صوتُ القادم من خَلف يُوليان، مُخاطبًا إياها بقوله: لقد أتيتِ!، ظَنَنتُكِ ستعودين للمَنزل، لكن لمَ تَقفين هنا؟
رَفعت شقيقته إصبعها مُشيرةً إلى السَّبب كإجابةٍ أولى، ومن ثُمَّ تُلحق الفعل بقولها: لم أكد أقترب حتى وَجدتها قد اعترضت طَريقي، وتُصر على أنَّه لا يُسمح لي بدخول المَّكتب، مُنذُ متى أنت وكِين تَطلبان من المُّوظفين امتلاك مواعيد لدخول مكاتبهم؟
تُقاطعها اليَافعة بقولها: إنَّه المُّدير لذا أظهري القليل من الاحترام عندما تتحدثين عنه، وثانيًا هو قد أعطى أمرًا بعدم دُخول أيّ شخصٍ إليه حتى يأذن فيما بعد، وأخيرًا هذا مكتب السَّيد كِين، تَوقفي عن تِكرار ذات الكلمات، لا يُوجد إلا مكتبه بالدا...
كَان صَبر يُوليان المُّتبقي قد نَفذ بعد محاولاتٍ طَويلة لكبح حَنقها، لتتقدم دافعةً إياها ببعض القوة حتى تَمكنت من فَتح بابه، مُتجاهلةً كل ما يَقع على مَسامعها من اعتراضات ومن خَلفها يُوقي الذِّي اكتفى بلحاق شقيقته، جَذبت هذه السُّلوكيات انتباه السَّاكن خَلف مَكتبه، جاعلةً إياه يرفع أنظاره عمَّا كان بين يديه باتجاه الصَّوت، فيَرى تَعبير فتاته المُّتهجم والتِّي اكتفت بدُخول الحُجرة المُّتصلة بمكتبه، وكأنَّما قد تَركت له حُرية التَّصرف بنهاية المَّطاف، طَرح سُؤاله نِية فهم المَّوقف، لتَقص المُّوظفة عليه كل ما جرى، مُستخدمةً نبرةً تُحاول خِلالها إظهار يُوليان كمُخطئة، لتتفاجأ به قَد طَلب مُوظفةً تُدعي أساكي، كَانت قَد سُئلت عنها سابقًا، حَال قُدومها، وقف كِين من مَقعده مُقابلًا إياها، ومن ثُمَّ تَحدث بنبرته الاعتيادية: من فَضلكِ قومي بأخذها وتَعليمها كل شيءٍ يَرتبط بعملها هُنا، بما فِي ذلك الأوامر التِّي أُعطيها بين حِينٍ وأخر...
أنت تقرأ
Lost.
Short Storyعاطفة وعنف متمازجان ✨ 🟡 ملحوظة : المعلومات الطّبية المذكورة معظمها غير صحيح