* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
جزءٌ من الأيام الفائتة|| السَّبت- الرَّابعة وثمانية وعشرين دَقيقة مَساءً.
+
كَان كِين قد استقر مع فتاته بصالة الجُلوس برِفقة والدتها ويُوقي وشَقيقه الأصغر يُوكي، والذِّين أتوا حَال فراغهم من أعمالهم لزيارتهما والاطمئنان على الفَتاة، وتَقديم العَون في حال احتاجها سيد المَّنزل، مُتبادلين الأحاديث بشأنِّ ما يَجري بحياة كل واحدٍ منهم على احدى، حتى اقتطع أصغرهم الحَديث ما أنّ عَجز عن كَبح فضوله بشأنِّ الجِهاز المُّستقر بجانب الفَتاة، فيُجيبه شَقيقه: يُمكنني مُراقبة تَشبع الأكسجين ومُعدل ضَربات قَلبها بالإضافة إلى تَنفسها وبالتَّحديد عند إعطائها الأدوية أو وقت النَّوم، ففي بعض الأحيان تَكون بحاجة إلى قِناع الأكسجين لكنني لا أُدرك ذلك حتى يُصبح التَّنفس صعبًا عليها.
أخبرتني الطَّبيبة أنّ أُحضر هذا النَّوع بالتَّحديد، لكون المُّستشعر كلاصق الجُروح تمامًا، وبهذا لن تَشعر بأيّ مُضايقة كالذِّي كان يُوضع لها بالمَّشفى، يُمكنني القَول أنَّه ساعدني كَثيرًا وأنقذني من البقاء غافلًا حتى تنحدر حالتها إلى الأسوأ.
أضافت فِيرلا سُؤالها: أيُوجد أيّ دَواء يتَسبب بأيّ تغييرٍ عليها بُني؟
أجابها: أجل يا خالتي، لديها حُقنة تُساعد بعمل الدَّورة الدَّموية بصورةٍ صَحيحة مُنذ أنَّها لا تتحرك، إنَّها مُؤلمةٌ قليلًا بجانب كَون مَفعولها سَريعًا، بالإضافة إلى المُّضاد الحَيوي، كِلاهما يَتسببان بتَسارع ضَربات قَلبها لفترةٍ محدودة ومن ثُمَّ يَعود كل شيءٍ إلى حاله.
في حِين كان الجَميع مُنشغلًا بما يَقوله الفَتى، كَان هو يُواصل التَّحديق بالنَّائمة بين ذِراعيه، مُواصلًا المَّسح على ظَهرها كما يَفعل دائمًا، علّ هذا اللُّطف يَكون سببًا لتَستجيب له، حتى قاطعهم قُدوم سايّ عَقب فتحه الباب ومعرفة الطَّارق، مُخاطبًا سَيده بقوله: السَّيد أساهي وزوجته يُريدان رُؤيتك سَيدي، لم يَقبلا أمر تأجيل الزِّيارة وهُمَّا مُصران على ذلك، لذا بما ستُجيب؟
لم يَتمكن المُّخاطب من إضافة كلمةٍ واحدة بعد رُؤيته للزَائرين قد تَوسطا المَّكان، مُركزين أنظارهما عليه، فيتساءل كِين عمَّا يُريدانه، فيُجيبه السَّيد: أردنا الاطمئنان عليكما ورُؤيتك، فمُنذ غادرت لم نَستطع رُؤيتك، لا أعلم إنّ كُنت تَرفض رُؤيتنا من بين الجَميع أمّ أنَّك حقًا تَرفض الزِّيارة، لكنني لم أعد أحتمل وأتيت راغبًا بلقائك وإنّ رَفضتني.
أجابه الفَتى: أنا أرفض الجَميع لئلا تَشعر يُوليان بأيِّ ضَغط أو تنزعج، كذلك أنا لا أسمح لك بسُؤالي أو الشَّكوى من رَفضي لكم، فقد كُنت أُبقيكما خارج المَّشاكل وأُواصل القول بأنَّه لا يَد لكما بما تفعله، لكنني الأن لن أفعل المِّثل، فلطالما كانت تتَصرف بلا اعتبارٍ لأحدنا لكونكما لا تُدليان بأيِّ قَول مهما حدث ولا تُحاولان منعها أو عِقابها، فكيف من المُّفترض بي النَّظر إليكما كبريئين؟
