warm touch♦️

212 12 12
                                    



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

جزءٌ من الأيام الماضية|| مساء الثّلاثاء..

-

كان معظم اليَافعين قد بدأوا بحزم امتعتهم وترتيب المكان خلفهم بعد إعلان مُديرهم بشأن رحلتهم والتّي ستكون في اليوم التّي عند الخامسة مساءً مما دفع كل تلك الأحمال الثّقيلة لتزول عنهم بتفكيرهم فقط بلحظة عودتهم إلى عائلاتهم وتعويض أيامهم الخالية منهم أخيرًا، قرر بعضهم استغلال السّاعات المتبقية في النّوم أو ممارسة بعض الهوايات القصيرة والبعض الأخر قرر البقاء بمكانه مثل يُوليان والثّلاثة الأخريات...

قرر أربعتهم طلب الطّعام عوضًا عن طهوه فلا تبدو هناك فُرصةٌ مناسبة للتصرف فيما يبقى إنّ تواجد فائضٌ من الطّعام او المكونات، اقترحت لُونا عليهم التّحدث بعشوائية تامّة علّ الثّلاثة المُستمعات يعلمنّ شيئًا غير متوقعٍ عمنّ ستأخذ سير الحديث وتتحدث لتكون أول من نَبس قائلًا: أتعلمنّ، بعد أن تُوفي والداي بحادثٍ مُروري، قرر أخي مُغادرة هذه المدينة بعيدًا عن بقية أفراد العائلة، منذ البداية لم تكن علاقة أبي بإخوته جيدة ولكونه كان قلقًا علينا من أن نتضرر فيما بعد، فقد نَقل ملكية كل شيء لنا لذا لم نقع بأي مشاكل، على الرّغم من أنهم قد أتوا اثناء مراسم العزاء فقط للسخرية مني ومنه دون أدنّى احترامٍ للحدث الذّي قاموا بمقاطعته او حتى الحضور، مهددين بسحب كل شيء منا لاعتقادهم أنه توجد فرصة لهم ليكون احدهم الوصيّ علينا، لكن أبي قد قدم طلب حماية بعد وفاته حتى نبلغ السّن القانونية وبهذا لم يمسنا شيء، أظنّه كان يملك شعورًا بقلبه او رؤيةً مُستقبلية لهم، استطاع كِيرا الالتحاق بالمدرسة فور وصولنا لكنني كنت ما أزال أعاني بعد الحادث والكثير من الأمور لذات اضعت عامًا دراسيًا، عودتنا إلى هنا كانت بعد الكثير من التّفكير والتّخطيط وقبل كل هذا تعافينا تمامًا من المشاعر السّيئة التّي حجبت متعة الحياة عنّا إلى وقتٍ قريب...

استدركت لِيا سير الحديث بقولها: لربما كان هذا هو الوقت المناسبة لتعودي، لو انكِ عدت بوقتٍ مُتأخر او ربما سابق لم نكن لنلتقي كما التقينا الأن وتبدأ علاقتنا بالنّمو ونحصل على مثل هذه السّاعات الهادئة معًا...

هتفت بنبرةٍ مرتفعة نتيجةً لمَ أسلفته لِيا لها ومن ثمّ التفت نحو يُوليان مُتسائلة: دور يُولياني!!!!

قابلتها المعنية بملامح مُستفهمة منتظرةً ما يرغبون منها الحديث عنه لتُجيبها لُونا بقولها: أنتِ هادئة جدًا وخجولةٌ كذلك وحتى كِين يبدو هادئًا مثلك، لذا أنا فضولية تجاهكما، من الذّي تحدث أولًا؟ إنّ كان هذا لا يُضايقكِ بالتأكيد...

نفت يُوليان برأسها دلالة على كونها بخير مع سؤالها هذا قبل أن تُردف مُكملةً إجابتها بقولها: هو كان صديق شقيقيّ الأكبر في المقام الأول وبفضله استطعت الوصول إليه وبدء العمل معه، هو حقًا لم يكن مُخيفًا او ذا جانبٍ وقح مُنفرّ، أظنّه كان صارمًا تجاه العمل وما عدا ذلك فلا علاقة له به، أعتقد أنّ الطّريقة التّي كان يتعامل بها معي او جوانبه الظّاهرة لي جعلتني حقًا املك الكثير من المشاعر تجاهه لكنني لم اجرؤ على التّحدث خوفًا من الرّفض، لذا في الحقيقة كان هو من عرض الزّواج عليّ وشجعني على التّحدث بمشاعري، إنّه حقًا ليس كما يبدو للعامّة...

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن