* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
-
قَبل بِضع ساعات || الثّالثة واثنا عشر دقيقة فجرًا..
كانت يُوليان قد أصبحت قادرة على العودة إلى جامعتها بعد تغيّب قرابة الشّهر والنّصف وتراكم الكثير من الدّروس والامتحانات عليها، لم يبخل كُلٌ من يُوقي وكِين بمساعدتها بما يعرفانه ببعض الدّروس التّي صعب عليها فهمها، إذّ أنها قد قُيدت بوجود امتحانين وأكثر خلال اليوم بوجود يومٍ او يومين فاصِلين بينها، كان اليوم التّالي هو احد أثقل الأيام عليها لامتلاكها امتحانين طويلين عقبّ بعضهما البعض أيّ لا فرصة لها لدراسة أيّ شيء لحظتها، طلبت من كِين التّوجه للنوم عند العاشرة فقد كانت ملامحه مُتعبة على غير العادة ليعتذر منها عن كونه غير قادرٍ على المواصلة معها كما اعتادا، بخلاف شعور الذّنب الذّي سكنه، لم تكن يُوليان تُفكر بذات الطّريقة، حاولت إقناعه بكونه لا بأس هذه المرة فهناك سببٌ يجعله يشعر هكذا لكن دون فائدة، اخذت تُكمل دراسة الأجزاء المُتبقية حتى الواحدة والنّصف تقريبًا ومن ثمّ قامت بترتيب المكان قبل أن تتوجه للاستلقاء بجانب الأكبر، تفحّصت ملامحه لبضع لحظات مُحدقةً بعلامات التّعب التّي كستها لتتنهد مُغمضةً عيّنيها تاركةً التّفكير بتعويضٍ ما له لوقتٍ لاحق، على الأقل حتى تنتهي هذه الأيام بسلام...
لم تكد تغرّق بسباتٍ عميق حتى قاطعها صوت سُعال أحدهم والذّي تسبب بإيقاظها، التقطت هاتفها لتجد أنها ما زالت الثّالثة فجرًا، شعرت بفراغ الشّق الأخر من السّرير مما دفعها للاعتدال بجلوسها، أخذت تهتف باسمه محاولةً به أن يُجيبها لكن دون استجابة، وعت عند تلك اللّحظة أن السّعال الذّي أيقظها كان سُعال الأكبر لتنهض مُندفعةً إلى دورة المِياه لتجده غَير قادرٍ على الوقوف رغمّ انتهاءه، اقتربت مُحيطةً جذعه من الخلف في حِين وضع كلتا يديه على الحائط حتى استطاع الوقوف بجسده المرتعش، أخذت يُوليان تسير به إلى فِراشهما بعدما تأكدت من إزالة أي بقايا على وجهه لتفزع من سقوط ثِقل جسده على الفراش، ألقت الغطاء ما ان استشعرت ارتعاش جسده عائدةً إلى شقّها مُتفقدةً إياه، لم يتمكن من تكوين كلمةٍ مفهومة بسبب أنفاسه السّريعة تلك وشفتيه المرتجفتين مما جعل امر التّحدث صعبًا، وضعت ظاهر كفها على جَبينه مُتفقدةً حرارته لتجدها بخلاف الساعات الماضية قد ارتفعت، أصابتها الحِيرة خلال لحظاتها الأولى فلم تكنّ تعلم بالتّحديد ما يجب عليها فعله، فحالته لا تبدو وكأنه مُصابٌ بالحمى فقط، مرّ اسم يُوقي بعقلها كأول شخصٍ سترغب بطلب المُساعدة منه لتلتقط هاتفها باحثةً عن اسمه حتى وجدته، كانت مُمتنةً لكونه لا يُغلق هاتفه بمثل هذه الأوقات تحسبًا لأي طارئ، بدأت بتمرير كفها بخصلات المّرهق بجانبها إلى أن وصلها صوت شقيقها النّائم يكسوه بعض القلق لتتحدث مُجيبةً إياه: ي-يوقي أحتاج مُساعدتك، كِين مُتعب ولا أعلم ما يتوجب عليّ فعله، إنها حقًا ليست مجرد حمى، لم أعلم بمن يتوجب عليّ الاتصال، أرجوك....
أنت تقرأ
Lost.
Short Storyعاطفة وعنف متمازجان ✨ 🟡 ملحوظة : المعلومات الطّبية المذكورة معظمها غير صحيح