Call me by your name ♦️

54 3 93
                                    



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *


صَباح الجُمعة|| العَاشرة وواحدٍ وعِشرين دَقيقة.

+

كَان يُوكي وفِيرلا قد ألقيا بسيرا في الزِّنزانة عَقب تقديم جَميع تسجيلات المُّراقبة لرَئيس العمل كدليلٍ قاطعٍ على كل ما اقترفته، مُضمنين بذلك شَهادة والديها ويُوقي كتأكيدٍ إضافيٍ على أنّ جَميع التُّهم المُّوجهة نحوها صَحيحة وليست مُجرد ادعاءٍ فارغ.

في النَّاحِية الأخرى، عادت يُوليان إلى المَّشفى مُنذ أنَّها فقدت الوَعي بتِلك اللَّيلة، مِما كان شيئًا مُتوقعًا مع مُواصلتها تَلقي الكَثير من الصَّدمات والأضرار العَقلية وهيَ بمرحلةٍ حَرجةٍ كهذه، فلم تَبدأ حتى بعلاج الأثار المُّترتبة على مُحاولة الاعتداء السَّابقة، وها هيَ ذا قد حَصلت على صَدمةٍ أخرى تُشابهها في المِّقدار.

كَانت الطَّبيبة قد ضَمنت نَقل الدِّماء لها لمرتين إضافيتين مُنذ أنَّها وجدت حالها يَتراجع بعض الشَّيء، فيكون بذلك وقايةً لها من العَودة إلى الحال المَّاضي عندما يَكون عِلاجها صعبًا.

صَباح الخَميس، كَانت قد استعادة وعيها بساعةٍ مُبكرةٍ من النَّهار، مُحدقةً بالمُّحيط حَولها بمَلامح سَاكنة، دُون أنّ تُقدم على إجابة أحدهم بمن فيه والدتها وكِين، بيد أنَّها اكتفت بالتأمّل دُون صُنع أيِّ اتصالٍ بصريٍّ مع أحدهم.

لكن الأمر كان قد اختلف صَباح هذا اليوم، إذّ أنَّها قد غادرت المَّكان دُون إعلام أحدهم، مُتجهةً إلى مَركز الشُّرطة للقاء سِيرا، ولولا رِفاق يُوكي الذِّين قاموا بإعلامه بيوم عُطلته عن قُدوم زَوجة أخيه إليهم، لواصلوا البحث لساعاتٍ طَويلةٍ عنها.

هَرع كِين إليها ما أنّ أعلمه شَقيقه بذلك، مُتمنيًا ألا تَكون قد تمادت بأفعالها كالمَّرة المَّاضية، فحتى وإنّ حاول من هُناك إيقافها، فستفعل ما تُريده بطريقتها الخاصة.

لكنه كان مُمتنًا برُؤيته لها تَقف بجانب الطَّاولة، مُحدقًا بالجَالسة على الكُرسي أمامها، كما لو كانت تَقضي الوقت بالحَديث فقط ولم تبدأ ذروة غضبها، لكن جُمود تعبيرها لأيامٍ مُتواصلة لم يَكن شيئًا مُحببًا بالنِّسبة له، فلم يعد يَرى تِلك اللَّمعة البريئة بداخل عيّنيها، ولا الابتسامةُ تستقر على ثَغرها.

بجانبها، كَانت سِيرا تُواصل النَّظر بحقدٍ نحوها بعد ما قامت به قَبل بِضع ليالٍ، فلا تزال تَشعر بالألم بذراعها حَيث اخترقتها القِطعة المَعدنية الحديدية، لكن ذلك لم يُحرك ساكنًا بداخل الأصغر كما كان مُتوقعًا.

أخذت الجالسة تُتمتم بالشَّتائم لكليهما مُنذ أنّ حُريتها قد قُيدت بفضلهما، مِما كان شيئًا لم يُعجب المُّقابلة لها، فتبدأ بالتَّقدم نحوها بكفين مُخبئتين بشقيّ معطفها حتى أصبحت مُقابلةً لها تمامًا، مِما دَفع أكبرهما للحديث بذات النَّبرة السَّاخطة: أتَظنُّينني مُحبةً لرُؤية وجهكِ لتقتربي مني أكثر؟ لمَ مَعتوهةٌ مِثلك أتت إليّ في المَّقام الأول؟ أــ

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن