Idyllic and Cold ♦️

204 12 48
                                    







* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *



-

جُزءٌ من الأيام المَّاضية - الثُّلاثاء || السّادسة مساءً

*

كانت تلك نِهاية الأسبوع الأول من عام يُوليان الدِّراسي الجَديد، رغبّ كين باصطحابها معه قبل هذا اليوم لرؤية منزل العائلة والذّي تمّ الانتهاء من إصلاح معظم الأعطال التّي كانت به اثر تركه لسنواتٍ عدة إضافةً إلى إزالة طبقات الغُبار التّي كسته، لكنها لم تتمكن من فعل هذا حتى في أيام عطلتها الصّيفية، إذّ أنها قد انشغلت لقرابة الأسبوعين بعد عودتها بأيام بإكمال بعض الأوراق المُّرتبطة بالرّحلة ومن ثمّ أتت بعض الأمسيات العائلية المُّتتابعة وما تبقى لها من وقت فراغ كانت تقضيه برفقة كِين لكونها شعرت بأنهما لا يَقضيان ما يكفي من الوقت معًا بفعل كل هذا إلى أنّ بدأ عامها الجَديد وتقلصت معظم الالتزامات وحُدد يوم الثُّلاثاء للقدوم ورؤية المَّنزل كما وعد...

اتسعت عيّنا يُوليان اثناء تحديقها بوُسع الحَديقة وتزيّنها بمُختلف أنواع الزّهور وهيَ أكثر ما تحبّ ليُباغتها الأكبر بعناق خلفي ما ان لاحظ تعبيرها الظّريف ومن ثمّ أردف قائلًا: يبدو أنكِ لم تتوقعي رؤية شيءٍ كهذا أليس كذلك يُولي؟

تُجيبه تزامنًا لوَضعها كلتا كفيها على ذراعيه المُطوقين لها: اعتقدت أنني سأرى منزلًا يُشابه منزل عائلتك كِين، لكن بالنّظر إلى حديقته وأماكن الجلوس هذه وغيرها من الأمور، أرى أنه سيكون أشبه بالمتاهة...

قهقه الأكبر بخفة من طَريقة وصفها للمكان ليُردف مُستأنفًا الحديث: تعاليّ معي إلى الدّاخل وسترين...

التقط كفها جارًا إياها خلفه دون أنّ يتجاهل حقيقة استمرارها بالتّحديق في الأرجاء بدهشة، ضحكّ بخفة مُتذكرًا حال المنزل قبل أن يتمّ اصلاح كل شيءٍ به بما في ذلك الحديقة والأثاث إضافةً إلى إعادة تجديد طلاء الجدران والأبواب، تذكر امر احضار نسخة من مفاتيح المنزل وإعطائها ليُوليان فيما بعد عندما تسنح له فُرصةٌ قريبة للذهاب، حتى انقطعت سلسلة أفكاره هذه بتوجيه الأصغر سؤالًا له: هل تُوجد فقط غُرف الجلوس بالطّابق الأرضي كِيني؟

يُجيب: ليس تمامًا، توجد غُرف الأكبر سنًا هنا كذلك ونحن في الأعلى، توجد غرفتا طَعام احداها لهم والأخرى لنا، لنذهب سأريك...

بدأ كلاهما يتفقدان الأماكن بدءًا من غُرف الطَعام والتّي بدت بطريقةٍ ما مُتطابقة إلا من اختلاف ألوان الطاولتين، فما كانت للأكبر تميّزت بلونٍ كستنائيٍ فاتح وبثمان كراسٍ، والتّي بالحجرة الأخرى كانت بلونٍ بُندقيٍ قاتمٍ قليلًا وبستة كراسٍ وهو تمامًا مُطابقٌ لعددهم، سار بها إلى المَّطبخ والذّي كان هو الرئيسي هنا وما تواجد في الطَّابق العُلوي مُجرد مُساعد لهم، تساءلت بشأن امتلاك كل شيءٍ للون البُّني ليُجيبها بكونه اختيار والدته ووالدة يُوقي وزوجة السّيد اساهي، توجها بعد ذلك إلى ممر الحُجرات لتجد المتواجدة بالنّصف تخص والديه والحجرتان عن يسارها احداها لوالدي يُوقي والأخرى تمّ إعدادها لوالدتها بعدما قبلت القدوم معهم، والحجرتان الأخرى عن يَمينها كانت لعائلة السّيد اساهي...

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن