♦️ Broken pt1

25 3 55
                                    



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

مَساء السَّبت|| الرَّابِعة وثلاثة عَشر دَقيقة.

+

كَانت يُوليان قد غادرت برِفقة لِيا والبقية للحصول على وقتٍ جَيدٍ معًا مُنذ أنَّهن لم يجتمعنّ من أخر يَومٍ بالامتحانات، مُقررين بناء خُطةٍ مُلائمة للجميع لقضاء هذا اليَوم والحَصول على أكبر قدرٍ مُمكنٍ من المَّرح، بجانب الكَثير من الذَّكريات التِّي لا تُنسى.

لكن كل شيءٍ قد بدأ بالتَّحول من جُزءٍ مُبهج إلى مُقلق، ووصولًا لكونه مُرعبًا إنّ صحّ التَّعبير، دُون أنَّ يفهم أحدهم كيف بدأ ذلك.

إذّ أنَّ أربعتهنّ قد لاحظنّ لحاق شخصٍ مُريبٍ طِوال الطَّريق، قاصدًا الوُصول إلى يُوليان بأيّ طَريقة، حتى فقدت الفتاة السَّيطرة على نفسها، مُختارةً الاتصال بغُرابي الشَّعر وطَلب النَّجدة منه، مِما كان شيئًا لم يَمر دُون مُلاحظة من المَّطارد، فيَدفعه ذلك للإسراع نحوها، راغبًا بالقبض عليها قبل أن تَتمكن من الهرب أو تَصلها المُّساعدة، مُحاولًا مُحاصرتها بمكانٍ مُختلف عن البقية ولو للحظات معدودة.

عَقب مُحاولته الطَّويلة، استطاع تَحقيق مُراده، دافعًا إياها للسير بممر ضيق وترك رفيقاتها ليَقمنّ بمُطاردته بخلاف ما كان يحدث قبل بضع لحظات.

لاحظت يُوليان فارق الحَجم بينهما بجانب حَمله لجهاز الصَّعق الكَهربائي بيُمناه، فتُدرك ضَئالة فُرصتها بالتَّغلب عليه، مِما دَفعه للتَركيز على عَمل السِّوار بمعصمها، ليَتسنى للبقية الوصول في حال فَشلت مُحاولاتها، فتَعود للتركيز عليه عند تأكدها من عمله بصورةٍ جَيدة، مُختارةً الهَرب من أقرب المَّنافذ إليها، لكن هذه المَّحاولات قد باءت بالفَشل ما أنّ أصبح قَريبةً من ذِراعها، فتَسقط مَغشيًا عليها، فيَكون أخر منها طَلبٌ للمساعدة، رغمّ تَيقنها من عدم سماع أحدهم لهذا.

+

الخَامسة وأربع دَقائق.

كَانت الفتاة تَشعر بألمٍ بكافة جَسدها، إضافةً إلى ألم الرَّأس غير المُّحتمل بالنِّسبة لها حال استعادتها وعيها، فتَلحظ غَرابة المَّكان بالنِّسبة، لكنها تَقضِ الكَثير من الوقت بمُحاولة مَعرفة أين تتواجد ما أنّ تَحدث الفَاعل بنبرةٍ ساخرة، مُخاطبًا إياها: لا تُخبريني أنَّكِ ستبدئين بالبُكاء وإزعاجي بلا فائدة، فلن يَسمعكِ أحد ولن يُنجدكِ أيّ شخص، هذا المَّكان بعيدٌ عن ضجيج المَّدينة وسُكانها، مُناسبٌ لإخراج ما برأسي.

حَاولت يُوليان التَّحرك والاعتدال بجلوسها ولو قليلًا، فتعيّ أنَّ كِلتا ذِراعيها مُقيدتان بظهر السَّرير المَّعدني، لذا لا فُرصة لها بالهروب كما قال، مِما دفعها لتتساءل بحيرة: من أنت؟ ولمَ واصلت مُطاردتي؟

أجابها: أتعتقدين أنَّني وبعد كَبتي لقُرابة الخَمسة عَشر عامًا سأتردد ولو لحظةٍ واحدة بقبول أول هَدية تُقدم لي؟ لقد كَان سِيرا مُحقةً بقولها بأنَّني لن أندم على قبول طَلبها دُون مُقابل، فمُقابل أدائي للمهمة يَقبع أمامي، عليّ شُكرها كِفايةً عندما ألتقيها بوقتٍ لاحق

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن