* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *-
صَباح الإثنين
*
كانت ملامح يُوليان مُشرقةً أكثر من المُعتاد على الرّغم من كونها بداية الأسبوع لكون أحد أكثر استاذتها قد اعتذر عن قدومه قبل أن تُغادر مما جعل ساعات بقاءها في الجامعة أقل بكثير، لم تنسى امتلاك كِين ويوقي اجتماعًا بعد الظّهيرة يحتاج قدومها لكونها المُتقدمة والمسؤولة عن كل شيء به، أعطت وعدًا لكليهما بالقدوم مُبكرًا لإنهاء التّرتيبات المُتبقية لئلا يحدث أيّ تأخيرٍ به...
أثناء جلوسها بجانب صديقتيها في الصّف كالمعتاد مُشاركةً إياهما الحديث بأمورٍ عشوائية، قاطع أحاديث المُتواجدين في المكان دُخول الأستاذ المُشرف على مجموعتهم برفقة احداهن والتّي بدت غير مألوفةٍ لهم، بحث بأنظاره في الأرجاء حتى وقعت عيّناه على المكان الشّاغر بجانب يُوليان كما تمنّى، أخبر الحاضرين بكونها صديقةٌ جديدة قد انضمّت إليهم منذ وقت لكن ولأسبابٍ خاصة كانت غير قادرة على حضور الدّروس بصورةٍ مُباشرة مثلهم مما اضطرها لدراسة الفصل الأول ومنتصف هذا الفصل من منزلها، التفت حال انهاءه مُقابلًا يُوليان مُخاطبًا إياها بقوله: عندما أتت ألما ولِيا كانتا ثنائيًا منذ البداية، لم يتبقى أحدٌ غيرك دون شريك ولُونا وَحيدة كذلك لذا أنتما ستكونان معًا، لم يفتها شيءٌ حتى الأن بخلاف ألما ولِيا عندما تمّ تبديلهما لذا لا يوجد أيّ اختلاف عند هذه اللّحظة ولست بحاجة لفعل أيّ شيء اتفقنا؟ مُتأكدٌ أنكما ستُشكلان ثنائيًا رائعًا، أتمنى لكم التّوفيق، عن إذنكم...
حدق جميعهم بهيئة المُغادر حتى اختفى عن انظارهم قبل ان يعود اهتمام بعضهم لم كانوا يقومون به سابقًا والبعض الأخر باتجاه الفتاة التّي بدت مُرتبكةً أكثر من اللّازم وهي تُحدق بيُوليان من مكانها، كانت ملامح الأخرى خاليةً كالمُعتاد لكن المُقابلة لها قد شعرّت بالسّوء مُعتقدةً أنها مُنزعجةٌ من وضعهما معًا، كسرت لِيا الصّمت مُشيرةً للواقفة بالاقتراب والجلوس بجانبهم بدلًا من الوقوف هكذا دون فائدة، تقدمت باتجاههم اخذةً مكانها خلفهم بجانب الحائط مُبقيةً أنظارها على الأرض وكأنما كانت تتهرب من تحديقات الجميع نحوها ونظرة الانزعاج على وجه يُوليان، قاطع دُخول الأستاذ هالة الصّف الشّبه مُزعجة مُقدمًا اعتذاره عن تأخره قبل أن يشرع ببدء الشّرح مُشيرًا لهم بالانتباه له وترك العبث...
*
حال انتهاء درسهم الوحيد لهذا اليوم، حاولت يُوليان التّحدث إلى الأخرى برفقة كلٌ من لِيا وألما لكنها تفاجأت بها تنظر بملامح فزعة راغبةً بالهرب استنكرت الطّريقة التّي بدت بها محاولةً فهمّ ما بها، حاولت لِيا مُحادثتها ليجدها الجميع قد استجابت لها بخلاف ما كانت عليه مع محاولة يُوليان ليُقاطعهم أحدهم قبل أن يخرج ساخرًا: من الطّبيعي أن تشعر بالفزع من شخصٍ غريبٍ مثلك، ألم يُخبرك أحدهم هذا الحديث بعد رؤيته للون عيّنيك وشعرك؟ لا عجب أنك كنت وحيدة منذ البداية، فلا أحد يرغب بالسّير برفقة شخصٍ مُثير للريبة ولافتٍ للأنظار، اوه تخيّل مقدار الأنظار التّي ستُسلط عليك بمرافقتك لشخصٍ مثلها؟ واه أنت حقًا مُخيفة ومرافقتك كذلك...
أنت تقرأ
Lost.
Short Storyعاطفة وعنف متمازجان ✨ 🟡 ملحوظة : المعلومات الطّبية المذكورة معظمها غير صحيح