* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *-
جُزءٌ من الأيام المَّاضية|| صَباح الثُّلاثاء- الحادية عَشر وتِسع دقائق.
*
كَانت يُوليان تَقضي وقت الاستراحة برفقة ألما والبقية مُنذ أنّ الأستاذة قد أنهت الدَّرسَ في وقتٍ مُبكر، وتَبقى قُرابة الخَمسين دقيقة حتى يبدأ الدَّرس الأخير بيومهم هذا، كَانت يُوليان مُستمرةً بالتَّشكي والتَّذمر عن كَونها تَفتقدُ كين مُنذُ أنَّه غادر قبل أيام برحلةِ عملٍ بمُفرده، كَونها لا تَستطيع الذَّهاب معه ولا يُوقي يَستطيع تَرك الشَّركة والمُّغادرة، أردفت لِيا مُتسائلة بما دار بعقلها: ألا تعلمين متى سَيعود؟ أعني ألم يُحدد كم يومًا سيستغرق هُناك؟
تَقطبت حاجباها بانزعاج ما أنّ تَذكرت حقيقة جَهلها مِيعاد عودته، لتُردف مُجيبةً إياها: لا كِين لا يَملكُ وقتًا مُحددًا في العادة، هو دائمًا ما يَقوم بجمع ما يستطيع من أعمالٍ ويَنهيها بأقرب وقتٍ مُمكن لذا ربُما إنّ كان عليه البقاء لعشرة أيام، قد ينتهي بثمانيةٍ أيامٍ أو سبع، لكن أنا هنا لا أعلم المُّدة الأساسية...
كانت لُونا على وَشكِ التَّحدث إليها وإضحاكها، ليستوقفهم جَذبُ أحدهم لها من حَقيبتها وإسقاطها أرضًا على حِين غَفلة، شتمت الفتاة بسرها حال شُعورها بالألم بكفها الأيسر بفعل احتكاكه بالأرض الصَّلبة، لتلتفت ناحِية الفاعل، فتجده يبتسم بمكرٍ وانتصار على ما قام به لها، بجانب صديقيه اللذِّين كانا يضحكان على إصابتها، مَدت لِيا وألما كفيهما لها لمُساعدتها، لكن سُرعان ما استقامت، مُلتقطةً الزُّجاجة المَّعدنية التِّي كانت تحملها، ومن ثُمَّ تَرميها قاصدةً قَدميه ليتعثر حال إصابتها له، ويَصطدم وَجههُ ببداية الدَّرج، مُتسببةً بنزف أنفه وتَمزقِ جُزءٍ من شَفته السُّفلية، كان الجَميع يَقفُ عالقًا بصدمته بعدما رأوها لأول مرةٍ تَرد أذى أحدهم لها وبالتَّحديد هذا الذِّي يُعد أسوء فتًا بمَرحلتهم، ليُقاطعهم هَتفُ أحد المُّرشدين قائلًا: إلى مَكتب المُّدير حالًا.
بهذه الأثناء، كانت والدة الفتى قد حَضرت بعد اتصاله بها وافتراءه على الفتاة بكونها الشَّخص الذِّي بدأ الشِّجار والتَّعدي عليه دون سبب، لذا استمرت والدته بالإساءة إليها مُصدقة ابنها وما قاله، لتُضيف المَّزيد من الإساءات ما أنّ تسائل المُّدير عن وصيِّ الفتاة بقولها: أوه هل هيَ خائفةٌ من الاعتراف بأنَّها لا تملك أحدًا؟ مُنذ أنَّها تتصرف بهذه الطَّريقة الوَقحة، فمن المُّؤكد أنَّه لم يتواجد أحدٌ لتربيتها، لا أريد تضييع وقتي مع يتيمة مُتمردةٍ مثلها، إنّ لم يكن هُناك من أستطيع التَّفاهم معه، فلتنهِ الموضوع حالًا، لقد تَسببت بإصابةِ ابني دون أدنى فِعلٍ منه، هذا غير مقبولٍ البتة!
قلّبت يُوليان عيّنيها بضجرٍ من ثرثرةِ السَّيدةِ العجوز أمامها حد شُعورها برغبةٍ كَبيرةٍ للهرب فقط لتتوقف عن ملاقاتها ويتوقف لِسانها عن شتمها سِرًا، ومن ثُمَّ أجابتها بما وَجدته مُلائمًا لحديثها: أوه صحيح! أنا لا أملك أبًا ويبدو هذا جيدًا، لكن رُغم ذلك أملكُ أمًا قامت بتربيتي بطريقةٍ صحيحة، لكن يبدو أنَّ الأمهات لا يَتشابهن فقط لكونهن يتشاركن ذات المَّكان، لذا نَضطر أنا ومن بالصَّفِ إلى ملاقاة قُمامةٍ دون أيِّ أخلاقٍ كل يوم، أليس كذلك؟
أنت تقرأ
Lost.
Short Storyعاطفة وعنف متمازجان ✨ 🟡 ملحوظة : المعلومات الطّبية المذكورة معظمها غير صحيح