* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
-
صباح السّبت|| السّابعة واثنا عشر دقيقة..
-قُرابة السّاعتين إلى الوراء
*
حِين بدأت خيوط شمس ساعات الصّباح الدّافئة بعبور نوافذ السّاكنين مُلقيةً التّحية على ملامحهم الهادئة، تسكن المدينة بسكونها اثر نومهم إلا من تلك القلة التّي تضج منازلهم بالحَياة بفضلهم، كان احد تلك المنازل المُفعمة بالحياة منزل يُوقي وعائلته، إذ أنه قد استيقظ بساعة مخالفة لعادته رغبةً منه بإنهاء بعض اعماله في وقتٍ مُبكر ليتفاجأ بشقيقه الصّغير يدور حوله مُلحًا عليه لقرابة العشرين دقيقة أن يترك العمل جانبًا ويقضي يوم العطلة هذا معه، أوقع هذا الفعل الأكبر في حيرةٍ من امره، إذ انه رغب بالعمل ما دام لا يملك مكانًا للخروج إليه وبذات الوقت لا يريد احزان صغيره كما يدعوه، اخذ يُفكر مليًا بما عساه يصنع لإرضاء عقله وإرضاء يوتا بذات الوقت حتى توصل إلى حلٍ مبدئي ليسترسل طارحًا إياه بقوله: لنعقد اتفاقًا يُوتا، يمكنك الذّهاب الأن واعداد قائمةٍ بالأشياء التّي تريد منا القيام بها معًا حتى التّاسعة حسنًا؟ لا تخبرني ان آتي معك دون ان تملك أي خطط لفعلها، وفي غضون ذلك انا سأحاول انهاء بعض أعمالي لأكون مُتفرغًا عند التاسعة، اعدك بقضاء اليوم كاملًا معك وان آتيك عند التّاسعة، هل يُمكنك فقط الاستماع إليّ الأن وتنفيذ ما طلبته؟
نظر الأصغر نحوه بعيّنين مُشككتين لبضع ثوانٍ ومن ثمّ أجاب: هل تعني ما تقوله أخي؟ أنت لن تبدأ عملًا اخرًا بعد التّاسعة؟ أنت لا تقول هذا فقط لأكفّ عن ازعاجك؟
خلّل الأكبر أصابعه بين خصلاته المُبعثرة تلك مُجيبًا إياه: هذا وعد، وإن انتهيت قبل التّاسعة سآتي إليك، سأبذل جهدي لأنهيها سريعًا...
اومأ الأصغر على مضض مُستأذنًا بالمغادرة كما طلب منه يلتفت يُوقي مُتنهدًا فتقع انظاره على الملفات فوق مكتبه، قلّت الساعات التّي كان يعمل بها في الأسبوع الماضي اثر عملية يُوليان وذهابه لرؤيتها بين حِينٍ واخر إضافةً إلى اخذه المسؤوليات اجمع في ظل تغيّب كِين عن العمل، لم يشتكِ كثرتها او حتى من الضغط الذي يُقابله فور دخوله مقر العمل لكونها فترةً ثقيلة تكثر بها المعاملات والطلبات، لذا وبعد تفكيرٍ مُطول، وجد انها فرصته لأخذ استراحةٍ قصيرة وقضاء بعض الوقت مع شقيقه خارج دائرة العمل لتتهلل روحه بسرور بادئًا بعمله، لئلا يتسبب بإحباط يُوتا بعدما أعطاه وعدًا اخويًا...
*
الثامنة وثمانٍ وأربعين دقيقة ...
-
أطلق ساكن الحّجرة تنهدًا مُبتهجًا حال إغلاقه لأخر ملف وضعه ضمن خط عمله لهذا اليوم، ومما زاد ابتسامته اتساعًا أنه استطاع الانتهاء قبل الموعد بوقتٍ كاف، نهض بعدها مُرتبًا المكان خلفه وواضعًا ما يحتاج اخذه إلى الشّركة قريبًا منه لئلا يختلط مع الأخرى التّي لم ينتهي من العمل عليها ومن ثمّ يُطفِئ أضواء حجرته مُتجهًا إلى حجرة يُوتا على الفور...
أنت تقرأ
Lost.
Short Storyعاطفة وعنف متمازجان ✨ 🟡 ملحوظة : المعلومات الطّبية المذكورة معظمها غير صحيح