Not as it's appears 3 ♦️

21 3 34
                                    




* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *


العَاشرة وواحدٍ وعشرين دقيقة.

+

عَقب مُعاناة كِين مع الفَتاة لتَقبل تناول الطَّعام، طَلبت منها الخُروج والتَّنزه بمكانٍ قَريب ما دامت النَّسائم لطيفةً والشَّمس لا تُسقط أشعةً حارة، رغِب برفض طَلبها كعقابٍ لها على ما تَسببت به من مُعاناةٍ في وقتٍ مُبكر، لكنه وجد يُوقي راغبًا بمُرافقتهما كذلك، فيعلم أكبرهم أنّ شيئًا ما يَدور بعقله ليُوافق بقراره قرار شقيقته، مما دَفعه ليَقبل بلحظتها، راغبًا بمعرفة ما يَدور بداخل عقله عند وُصولهم.

كَان كِين يتساءل عمَّا جَعله تَرفض تناول ما يكفيها رُغم مَعرفتها لكونها لا تَحصل حِصصها اليومية، وشقيقها أكد على سُؤاله بكونه يُريد مَعرفة السَّبب كذلك، لكنها قالت أنَّها لا تَشعر برغبةٍ للإكثار منه، وفي مُعظم الأحيان يكون شيئًا خارج نِطاق تحكمها، فحتى وإنّ أرادت ذلك وفعلت، ستشعر بعد وقتٍ بألمٍ بمعدتها أو غَثيان، ورُبما تكون الحَركة سببًا لزيادة هذه المَّشاعر المُّزعجة، مما دَفع الأكبر ليَقترح عليها تناول وجباتٍ صغيرة بفتراتٍ مُتفرقة وبصورةٍ تدريجية علّها تُعوض شيئًا من النَّقص، ولا تَعود لخسارة المَّزيد من الوَزن بعد كل ما قاما به لتكتسبه.

كَانت يُوليان قد اتخذت مُقعدها على الأرجوحة حال وصولهم إلى وِجهتهم، سائلةً أحدهما أنّ يبدأ بدفعها، بتعبيرٍ ظَريفٍ يُشابه تَعابيرها قَبل يَومين، مما صعّب عليهما رَفضها، خاصةً وأنّ التَّعب يَظهر عليها رُغم مُحاولتها لإخفاء ذلك والاستمتاع، فيَتقدم يُوقي بدَفعها أولًا، شاهدين بذلك هتفًا مُبتهجًا قد غادرها ما أنّ بدأ بفعله.

أخذ كِين يُخبرها عمَّا دار من أحاديث مُتفرقة بأمسيتهم الأخيرة، ذاكرًا لها أسماء من رَغبوا بالقُدوم في الأيام القَادمة وعَقد اتفاقٍ بشأنِّ العمل، لكنهما قد اختارا تأجيل ذلك إلى الشَّهر القَادم، فلا تَزال هيَ بحاجةٍ إلى فترة راحة خاصةً وأنَّها لتوّها قد انتهت من أيامٍ مُكتظة بالامتحانات والواجبات، لذا ضَير من إعطاءها أيامًا هادئة حتى تستعيد طَاقتها.

أرادت أصغرهم الإجابة على ما قاله لولا سماعهم صَوت طِفلين يتحدثان بصوت عالٍ ببقعةٍ قريبةٍ منهم، ووالدتهما تَلحق بهما بتعبيرٍ مُتهلل، مما كان منظرًا مُعتادًا لهم في المُّنتزهات، لولا قَفز الفتاة وهتفها باسم الصَّغير، جاذبةً الانتباه إليها: آرثر!!

التفت ثلاثتهم ناحيتها بتعابير مُتسائلة عمَّن يهتف باسمه، فيهرع الصَّبي بتعبيرٍ مُتهلل حَال تمييزه للمنادي، فيُقابله عِناقها الدَّافئ وحملها له بين ذراعيها عاليًا، فيُبادلها ذلك تحت أنظار كِين المُّستنكر بعدما رأى هذا الحدث وتَهلل ملامح صَديقه وتقدمه نحوها، تقدمت والدة الصَّبي وشقيقته نحوهما، مُردفةً حَال وقوفها بجانبهما: مَضى وقتٌ طَويلٌ يُوليان، وأنت كذلك سَيد يُوقي.

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن