look me in the eyes ♦️

259 16 2
                                    



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *


-

قبل ثمانية أيام- الإثنين || العاشرة وسبعٍ وخمسين دقيقة

*

كَان كِين لتوه قد انتهى من جمع بعض أوراق العمل وترتيبها كما كانت بعدما اطّلع عليها ودون ملاحظاته بشأنها، اطفأ أضواء مكتبه مُغلقًا الباب خلفه نِية التوجه إلى حجرته لقضاء بعض الوقت بها قبل النّوم، لتفاجئه الأصغر بنزولها بتعابير مختلفة عن المعتاد مما دعاه ليَقلق، تقدم مقابلًا إياها بينما كانت تكتفي بالتّحديق به مُنتظرةً حديثه ليُقلل لحظات انتظارها مُخاطبًا إياها: ما الخطب يُولي؟ لمَ أنتِ مُستيقظةٌ حتى الأن؟ هل حدث أمرٌ ما؟

تُجيب: لقد رأيت أميّ، إنها تنتظر بمكانٍ ما، وانا أريد الذّهاب إليه ورؤيتها أرجوك...

تبدلت ملامحه إلى أخرى مُرتبكة وحَزينة ليُجيبها: هل أنتِ مُتأكدةٌ من رغبتك بالذّهاب؟ إن كانت إجابتكِ نعم، على الأقل دعيني أذهب معك، لا تذهبي بمفردك يُولي...

تُجيب: هل تُريد ذلك حقًا؟

أومأ لها سريعًا، لتبتسم الأخرى موافقةً إياه فيستطرد مُضيفًا: يمكنك انتظاري قليلًا؟ سأحضر شيئًا ما ونغادر حسنًا؟

أجابته بإيماءةٍ صغيرة ليصعد الأكبر نحو حجرته مُحضرًا مفاتيحه إضافةً إلى محفظته ويطفئ الأضواء قبل مغادرته، ومن ثمّ يأخذ خطاه إلى الأسفل، وقعت عيناه فور نزوله على يُوليان التّي كانت تجلس بجانب الباب مُنتظرةً إياه بهدوء، ليسرع نحوها بدلًا من الوقوف بلا فائدة، مد يده مشيرًا للأصغر أن تلتقطها تزامنًا مع فتحه لباب المنزل لتمسك كفه بكل سرور، أخذة خطواتها بصبرٍ خلفه ريثما يغلق باب المنزل، عبرّت عن رغبتها بالسير على الأقدام بدلًا من ركوب السيارة ليقبل الأكبر طلبها سائقين خطاهما خارجًا إلى حيث أرادت الذّهاب والأخر إلى جانبها تاركًا إياها تفعل ما تريد..

أثناء سيرهما، كانت يُوليان تستمر بأرجحت كفيهما عاليًا بابتسامةٍ واسعة بينما اكتفى كين بمراقبتها بسرور مجاريًا ما يحدث لئلا يثير الشّكوك حوله، باغتته الأصغر بالالتفات نحوه مُمسكةً يده الأخرى في حِين أنها تعطي ظهرها للطّريق وتسير بشكلٍ عكسي، استغرب الأكبر صنيعها لتتدارك المَّوقف مُخاطبةً إياه: من المؤسف أن البدر لا يكتمل هذه اللّيلة ويشعّ بمنتصف السماء كالمرة الماضية ...

أمال الأكبر رأسه مُتسائلًا: لمَ يُولي؟

تُجيبه بملامح مُتهللة: لأن عيّنيك ستشع مُجددًا حالما ينعكس ضوءه عليها وسأكون سعيدةً برؤيتها...

ختمت الفتاة حديثها الذّي تسبب بالكثير من الأحداث بأيسر كِين والذّي كان يعتقد أن ما قالته ذات مرةٍ له كشيءٍ عابر، لكنه عند هذه اللحظة علمّ أن الأصغر كانت تعنيّ ما قالته له، إضافةً إلى تِلك النبرة الصّادقة واللّطيفة التّي استخدمتها لمخاطبته، لم يشعر بتلك الابتسامة التّي ارتسمت على وجهه حتى استبانت ثناياه على غير العادة، حدّقت الأصغر بداخل عيّنيه بتركيزٍ أكبر لتُردف بتساؤلٍ طفوليّ: عيّناك تشعّ أكثر من السّابق كِين، أنت تبدو في قمة فرحِك، أليس كذلك؟

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن