* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *مساء الخميس || التاسعة وست عشر دقيقة.
+
حيث كانت تلك البقعة الواسعة التّي تخالط ضوءها الأبيض بالأحمر مُمتلئةً بالحاضرين عَقب تلقيهم لدعواتٍ خاصة من صَاحب الحفل، شاملًا عائلاتهم ممن كان بالغًا لئلا يُحدث الصّغار الكثير من المشاكل و النّزاعات، ينتقل بعضهم من طاولةٍ لأخرى باحثين عمّن يُمكنهم تبادل الأحاديث والأفكار معهم، خلاف ذاك الذّي اتخذ مكانه بجانب الحائط مُستندًا عليه، يُعقد ذراعيه إلى صدره بقدمٍ مُسندة إلى الحائط، يقف بجانبه الصّغير المُكتف بمراقبة سيده الصّامت لمعظم الوقت إلا من بعض اللّحظات التّي يأتيه أحدهم لمصافحته والتّحدث معه لدقائق، يشعر بالذّنب كونه نفر من عائلة كِين حالما رغبت والدته عناقه وشقيقه لمسه، ومن ثمّ وبخهما الأكبر على فعلهما لكونهما تجاهلا ما قاله قبل المجيء إلى المكان وكأنه لم يقل شيئًا ...
**
قبل بِضعة دقائق عند مدخل صالة الاحتفال، يقف كِين في الجانب الأيمن منه مُنتظرًا دخول عائلته عقب ورود اتصالٍ منهم يخبرونه خلاله أنهم فقط ينتظرون يوكي أن يصفّ السّيارة فقط، اخبر كِين الفتى المُلازم له أنه لا بأس إن اختبأ من عائلته عندما يشعر بعدم الارتياح فلن يوبخه أو يحمّل ناحيته أي شعورٍ سيء، فهذا حقه كما وعده أثناء إقناعه للقدوم معه إلى الحفل، التفت كلاهما حالما استبانت لهما هيئة والده أولًا تليه زوجته وابنه الأصغر، ابتسم كِين حالما دنوا قريبين منه متبادلين العناق واحدًا بعد الأخر، التفتت عندها والدته نحو الهيئة المختبئة خلفه مُردفةً بابتسامة: إلهي هل هذا الصّغير يُوليان الذّي أخبرتنا عنه؟ لم أتخيل حقًا أن يكون بهذا الحجم اللّطيف، لما لا يُمكنني عِناقه؟ هذا ظلمٌ لانبهاري بُلطفه ألا أعانقه...
أمال ابنها الأكبر رأسه بانزعاج لحظيٍ مُردفًا: أمي! ماذا قلت لك من قبل؟ لا تحاولي الضّغط عليه بأيّ شيءٍ لا يُريحه، لقد انتهى نقاشنا في هذا الموضوع سابقاً من فضلـ...
قاطعه اقتراب شقيقه باندفاع محاولًا القْبض عليه ليجفل الأخر مُختبأً أكثر خلف كِين شادًا على معطفه أكثر من السّابق لتحول ذراعه بين يُوليان وأخيه مانعًا اقترابه ومن ثمّ يُوبخه بحدة: يوكي!! هل يتوجب عليّ إعادة الحديث مجددًا؟ ما الحماقة التّي كنت تُفكر بفعلها عندما اندفعت هكذا نحوه؟
رفع المعنيّ كتفيه مجيبًا: فقط رغبت برؤية القط الذّي حوّل حياتك الاعتيادية المملة إلى مشرقةٍ وغير اعتيادية عن قرب...
كاد أن يُجيبه لولا صوت الأصغر المُختبئ خلفه المُحدق بأخيه نافيًا ما قاله عنه بانزعاج لطيف: هـ-هي لستُ قطًا، أنا إنسان...
أجابه يوكي بقوله: حسنًا أيها الإنسان لكنك ظاهريًا تبدو قطًا بسبب خصلات شعرك الكثيفة هذه فلا تلمني...
أنت تقرأ
Lost.
Short Storyعاطفة وعنف متمازجان ✨ 🟡 ملحوظة : المعلومات الطّبية المذكورة معظمها غير صحيح