The blue wave 2 ♦️

99 9 16
                                    



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *


مَساء الجُمعة|| التَّاسِعة والرُّبع.

*

كَان كِين قد أوفى بوعده باصطحاب يُوليان إلى مَوعدٍ هادئٍ ومُنعش بعد أسابيع دِراسةٍ وعملٍ مُكتظة وثقيلةٍ عليها، وذلك بعد مُرورهما بعدة ظُروف، وَقفت بطريقهما لفعلها بالمَّوعد المُّحدد سابقًا، واللُّجوء لتحديد يومٍ مُختلف دون المُّرور بذات المَّوقف، مُركزًا على أماكن عامة كالحدائق والبُقع القَريبة من النَّهر، فلا تَبدو بحاجةٍ للجلوس بمكانٍ مُغلق، تُسلط عليها أضواءُ صِناعية كَثيفة، حتى عند تَناول الطَّعام، فالزَّوايا المُّلائمة للجلوس والأكل أكثر عددًا مما يستطيعان إحصائه.

خِلال هذه الدَّقائق، كَانت يُوليان تتقدم الأكبر ببضِع خُطوات، مُواجهةً إياه أثناء شَدها على كَفّه كما اعتادت، مُعتمدةً عليه بإخبارها عن أيّ شيءٍ يتواجد خَلفها في حَال انغمست بالحَديث، لكنهما لم يَعيَا زَوج الأعين الذِّي كان يَستمر بمُراقبتهما منذ وصلا وحتى الأن.

أخذت الفتاة تتحدث بطريقتها المُّعتادة، مُخرجةً كل ما يَدور بعقلها، بجانب إعطائها له الفُرصة لمُشاركتها الحديث إما بالإجابة على ما تَقول أو سَرد ما لديه هو كذلك، فيتحدث حال تَذكره لأمرٍ رَغب بسؤالها عنه قبل وقتٍ، قائلًا: ما سأطرحه عليكِ الأن هو من جانب العَمل، أيُوجد ما يُؤرِقكِ؟ أعلم أنَّه يُصبح صعبًا في بعض الأحيان، لكن خِلال الأسبوعين المُّنقضيين أراكِ تَشعرين بضغطٍ أكثر من المُّعتاد، لذا يُمكنكِ إخباري...

زمّت الأصغر شفتيها حَال تذكرها لمَ حَصلت عليه من متاعب خَفية خِلال عمَلها، مما دعاه حال رُؤيته لتعبيرها أنّ يتحدث مُكملًا: إذًا ما قلته صحيح!!

شَدت على كَفّه، معيدةً النَّظر بداخل عيّنيه، ومن ثُمَّ أجابت: أتتحدث بجديةٍ كِين؟ تعلمُ جيدًا أنَّك لست بحاجةٍ لسُؤالي، يُمكنكَ مَعرفة ما يحدث اعتمادًا على حدسك، لذا من الطَّبيعي أنّ يكون صائبًا بمُعظم الحالات.

فور انتهائها، وجدته يَنظر حَوله كما لو كان يَبحث عن شيءٍ ما، حَاولت سُؤاله عمَّا يُريده، لتجده قد شَدها خَلفه إلى إحدى البُقع الهادئة ليتخذاها مُجلسًا لهما، ومن ثُمَّ يُردف ما أنّ استقرا، مُقاطعًا مُحاولتها للتحدث: أعلم، لكن حدسي لا يُمكنه الوصول إلى مشاعركِ يُولي، لذا أخبريني، أتشعرين بشيءٍ ما؟ أيُوجد أمرٌ مُحددٌ يُضايقكِ كَثيرًا؟ لديكِ المَّساحة الكافية لقول ما تُريدين.

دَفعت بقدميها قَريبًا من صَدرها حتى أصبح مُمكنًا لها تَطويقها بذِراعيها، فتُسند رأسها عليهما ويكون وَجهها مُقابلًا للجالس بجانبها، لتُردف فور حَال تَرتيبها للكلمات بعقلها: لستُ شخصًا يَرى نَفسه كمحورٍ لكل شيءٍ وأنت تَعلم هذا جيدًا، أليس كذلك؟

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن