Two Sides ♦️

426 20 21
                                    


* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *


-

قُضيت قرابة الاثنين وعشرين يومًا منذ وقعت خطوات يُوليان الأولى في منزل كِين، خرج منها مُشبعًا بالكثير من العلوم الإدارية بفضل كِلٍ من يوقي المُلازم له لمراتٍ متتابعة وكِين الذّي يستمر بتصحيح أخطاءه وتوجيهه بهدوء دون نِسيان الساعات الطّويلة التّي قضاها في البحث والتّعلم بذاته مُطورًا ما كان لديه من مهارة كفائدةٍ أخرى، أما عن كِين الذّي قرر احضار كامل أعماله إلى المنزل وانهاءها مُتغيبًا عنها بعدما أوكّل يوقي بها، كونه قد رأى الفتى غير مُستعدٍ بعد للخروج و مواجهةِ الكثير من الأشخاص، ومما ضاعف صحِة حديثه هي ردة فعل الصّغير حالما قدم إلى المنزل اثنان من الموظفين من أجل معاملاتٍ عاجلة يحتاجان إلى مناقشتها معه، بجانب يوقي الذّي رافقهما كونه يُعد المدير الثّاني بعد كِين...

**

جُزءٌ من الماضي ...

عند السّاعة الحادية عشر وسبعٍ وعشرين دقيقة صباحًا، كان الصّغير واقفًا بجانِب كين بعدما أرسل بطلبه لتعديل احدى المواعيد التّي قد أضافها ضمن جدوله، يقف مراقبًا الأكبر بتمعنٍ أثناء حديثه حتى قاطعهما انحناء الخادم الذّي أعلن عن قدوم ضيفين من مقر عمله بجانب صَديقه يوقي، لاحظ كِين عندها ارتباك الأصغر لكنه اعتقد أنه لحظيٌ فقط وسيزول بمجرد رؤيته ليوقيّ على الأقل، خطى الرجلان خلف يوقي نحو مكتبه ملقيين التّحية عليه، التفت أحدهم مُعلقًا على الأصغر بقوله: لم نكن نعلم أنك تملك طفلًا بمنزلك...

اقترب ناويًا الاحتكاك به لينفر الفتى مُختبأ خلف كِين والذّي بقيّ مُندهشًا كحال صديقه، قبض الصّغير بكفه على قميصه الأبيض من الخلف دلالةً على عدم ارتياحه وربما خوفه، مما دفع ذات الشَّخص للسخرية منه بقوله: طفلٌ مُدللٌ ووقح، هذه ليست الطّريقة الصحيحة لمعاملة الأكبر سِنًا و....

قاطعه كِين بحدة: لا شأن لك بهذا أو به، ألم تأتِ من أجل عملٍ ما؟ هاتِ ما عندك سريعًا ومن ثمّ غادر، هذا ما لديّ...

حملّق المعنيّ به بتوتر كون جميع الموظفين لا يحبذون نبرته الحادة هذه والتّي تعني أنك تركت انطباعًا سيئًا لديه ليستخدمه أمامك، مد إليه الملف الذّي أتى لمناقشته إليه مبررًا أنه مهمٌ من أجل اجتماع نهاية الشّهر والذّي يجب أن يتأخر ليومين إضافيين بسبب تعارضه مع بعض الأحداث المهمة و البقاء بذات الموعد يعني نقص الكثير من الأعضاء المعنيين بالأمر عنه، فور انتهاءه بقيّ يحدق برئيسه أثناء اطلاعه على كامل الأوراق الموجودة بخفة وعناية قبل أن يعطي موافقته لهما ومن ثم مرر لهما الملف مجددًا بهدوء، فور تحركه تراجع الصغير المختبئ خلفه ليصبح واقفًا خلف كرسيه بينما هو قد استند على مكتبه عاقدًا ذراعيه إلى صدره مُتسائلًا : أيّ إضافة؟

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن