* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *-
ستٌ وأربعون يومًا إلى الوراء || ظهيرة الأحد
*
بعدما أذن الطّبيب ليُوليان بالخروج مُذكرًا إياها بتناول وجباتٍ متكاملة لتعويض النّقص ومن ثمّ الانتظام على ادويتها وساعات نومٍ كافية، بقيت والدتها ليومين إضافيين بمنزلها تلبيةً لرغبتها قبل أن تستأذن بالسفر والعودة لحلّ امر عملها وسكنها ومن ثمّ تعود إليهم مُجددًا، تحدث رئيس يُوكي طارحًا مُساعدته عليها باستعادة مكانتها كشرطية في ذات القسم الذّي كانت تعمل به فور أن تستقر بمنزلها لتقبل مُساعدته بكل سرور، في ذات الوقت بقيّ هناك لقاءٌ أخير بين لوُيس والأخر ويُوليان ووالدتها قبل أن تقام مُحاكمتهما لكن تمّ دفعها لوقتٍ ابعد حتى تنتهي السّيدة فِيرلا مما بين يديها....
منذ عادت يُوليان إلى منزلها عانت من نومها المُضطرب والمُتقطع ذاك اثر تلك الكوابيس التّي تقاطع نومها بفزع، كان كِين يستيقظ بعض المرات عندما يكون صوتها مسموعًا ولو قليًلا، لكنها لم توقظه عندما لا يفعل وتكتفي بتهدئة نفسها بأي طريقة بينما كان يعيدها بين ذراعيه لتنام مُركزًا على ألا تغمض عيّناه قبل أن تفعل إضافةً كلاهما كان ممتنًا لكونها أيام عطلة لكليهما فالأمور ستكون أكثر راحة من أيام العمل والدّراسة...
*
كان كِين يجلس بغرفة المعيشة يُشاهد شيئًا اعتاده خلال هذه الأيام، كانت الأصغر بجانبه تشعر بالدّوار مُسندةً رأسها على كتفه لكونها لم تحتمل الجلوس بوضعية مستقيمة مثله، أشار لها كِين حال أن وجدها قد تعبت أكثر من قبل بالاستلقاء بدل التّحامل على نفسها أكثر، أومئت يُوليان له واضعةً رأسها على قدمه كما اخبرها ليطلب من سايّ الذّي كان يرتب الطّاولة في الخلف أن يحضر الغطاء الموجود في مكتبه ليفعل، حال أن تأكد كِين من كونها تشعر بالدّفء، بدأ الأكبر باللّعب بخصلاتها المزرقة تلك ويده الاخرى قد التقطت كفها ليضغط عليه بإبهامه ببعض القوة كوسيلةٍ اخرى لتهدئتها...
بقيا على هذا الحال لقرابة السّاعة والرُّبع بعد ان سقطت يوليان بنومٍ عميق، حتى قاطع صوت جرس المنزل سكونهما معلنًا عن قدوم احدهم، اخذ سايّ خطواته فاتحًا الباب لتظهر من خلفه هيئة السيدة فِيرلا ويوقي مرافقًا لها، كانت قد عادت قبل قرابة الثلاثة أيام مُكملةً ما تبقى من شؤونها حتى استعادة مكان عملها، بادلا الأخر ابتسامةً لحظية قبل ان تتلاشى اثر رؤيتهم لهيئة يُوليان المتعبة، استفهم يُوقي بشأنها ليُجيبه الأكبر: تستمر برؤية أحلامٍ سيئة ولا تتمكن من النّوم بصورةٍ جيدة، كانت مُتعبة لذا اشرت لها بالنّوم، اعتقد أن هذا هو الحل المُناسب لها، عليها أن تنام متى شعرت بالنّعاس بما أنها لا تنام ليلًا...
أومئ كلاهما له اخذين مجلسهما على الأريكة أمامه في حين التفت سايّ عائدًا لإكمال عمله، اطالت والدة الفتاة النّظر نحوها حتى تناست المحيط من حولها لولا صوت يُوقي الذّي اعادها حِين خاطب الاخر بقوله: لقد تمّ حلّ المتبقي وعاد كل شيءٍ كما كان، أخر لقاءٍ لهما مع الاخرين سيكون بعد يومين، أقنع يُوكي القاضي ورئيسه للسماح لك بالقدوم بعدما أدلى بحالة يُوليان الصّحية وقد وافقا، أردت اخبارك في وقتٍ مبكر لكن بعض الأشياء وقفت بطريقي، سيكون عند الحادية عشر ظهرًا فقط لخمس دقائق، حاولنا أن نكتفي بالسيدة فِيرلا بدلًا من أن تعود يُول لرؤيتهما مجددًا لكن شقيقك قال أن لُويس مُصرٌ على رؤيتها لشيءٍ مهم لذا الأمر خرج من بين أيّدينا...

أنت تقرأ
Lost.
Cerita Pendekعاطفة وعنف متمازجان ✨ 🟡 ملحوظة : المعلومات الطّبية المذكورة معظمها غير صحيح