Part Of Me ♦️

313 17 9
                                    






* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *


-

عقب انقضاء قرابة الشّهر من تحدث يُوليان إلى الأكبر وإفصاحها عن كل ما امتلئ به قلبها، لم تشعر عقب استرجاعها للأمر بأيّ ندمٍ أو خوف حتى كل التّوقعات السيئة التّي كانت تحمّلها قد تلاشت فور انتهاءها، في الجانب الأخر كان كِين هادئاً جداً حولها، لم يتغير أي جُزءٍ من تعامله معها سوا تغيّر صيغة حديثه، عندما قرر العودة للعمل في اليومين الأولى كانت يُوليان تُصر على الذّهاب معه لكنه كان يرفض لكونها خرجت للتو ويجب عليها الحصول على راحةٍ كافية لتساعد على التئام إصاباتها، لكن وبخلاف المطلوب كانت يُوليان تفرغ طاقتها في المنزل عند غيابه بإنجاز الأشياء التّي بقيت دون أن يُكملها أحد أو إعادة تنظيم وترتيب جداوله كالسّابق والتّحرك في الأرجاء بحريةٍ أكبر على الرّغم من توبيخ الأكبر لها، إلا أنها كانت عنيدةً جدًا لتستمع له، لذا قرر تركها تفعل ما تشاء خلال الأسبوع الأول ما دام قادرًا على إشغالها عن الإلحاح بالقدوم معه إلى العمل...

+

الخميس|| التَّاسعة وثلاثٍ وأربعين دقيقة صباحًا

*

عقب ملاحاة يُوليان الطّفولية تلك قَبل كِين بإعادتها للعمل معه في الأسبوع الثّاني فارضًا بعض الشروط عليها كأن تبقى هادئة ولا تتحرك بكثرة لئلا تطول فترة التئام جراحها بجانب إحضار أدويتها والتّي كان مسؤولًا عن إعطائها إياها في مواعيدها المّحددة، لتخضع لشروطه فقط خارج نطاق المنزل، لكنها لا تزال تتحرك بإفراطٍ في المنزل والأخر قد توقف عن التّذمر بشأنها...

لم تكن هناك أي ردود فعلٍ ملحوظة على الموظفين ولا حتى علامةً واحدةً تدل على صدمتهم، إضافةً إلى كونهم مُبتعدين كُل البعد عنها حتى بالحديث مما جعلها تشعر بارتياحٍ أكبر من السّابق، بخلاف شخصين كانا يُراقبان كل ما تفعله فور عبورها مدخل الشركة وحتى مغادرتها مساءً مع كِين، أحدهما كان حاقدًا لكونها في مرتبةٍ كان يتمنى دومًا الحصول عليها، والأخرى لكونها طمحت ذات مرة أن تصبح بجوار كِين مثلما تقف يُوليان، لكنهما قد سُلبا ذلك كما يدعيان بسببها...

ريثما كانت الأصغر تقف بجانب مكتب كِين مُخرجةً احدى أدويتها بإعلامٍ من الأكبر، وصل ملفٌ لإحدى طلبات الشراكة إلى يديه في وقتٍ باكر، اخذ يُقلب الصّفحات المدرجة بجانب نِقاشه مع يوقي حول بعض المُدون والأصغر تحدق بما بين يديه بصمت، حتى وصل إلى الصّفحات الأخيرة والتّي احتوت إحداها صورةً للمُتقدم، اختنقت الأصغر أثناء شُربها للماء وبدأت القطرات بالتَّناثر على ملابسها والأرضية نتيجةً لذلك، حدق الأكبر سنًا بها وبتعابير الصّدمة التّي احتوتها ملامحها ليقف كِين متسائلًا: مابك؟ ماذا هناك؟

انتقلت نظراتها بين ملامحهما القلقة تلك محاولةً الإجابة بصورةٍ مُتلعثمة قبل أن يُقاطعها دُخول احد المُوظفين يُخبره عن قدوم صاحِب الطّلب لزيارةٍ قصيرة ويُغادر بعدها مُنتظرًا طلب رئيسه التّالي، ارتعشت الفتاة أكثر قبل أن تُعانق كِين على حِين بغتة مُحكمةً عِناقه دون الإتيان بكلمةٍ أخرى، ترك الأخر صدمته جانبًا مَحيطًا إياها، تاركاً يده تأخذ مهمة المسح على ظهرها في محاولةٍ لتهدئتها قبل أن يبعدها قليلًا عنه حتى استبانت له ملامحها الباكية، قرأت الفتاة التساؤلات التّي ملأتهما لتُجيبه بصوتٍ مَبحوحٍ اثر البكاء: هو كان شريكه، إنه الشّخص الذّي كان يجلب الزّبائن الذّين كان يتمّ خداعهم بشأن شرائي، هو صاحب السّلطة الذّي كان يُغطي عليه، هو ذاته أنا لا أتوهم، لقد عاد من جديد...

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن