* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *-
مضت ليلتان ثقيلتان على عقل كِين والأخرين عقبّ مجريات تلك الأمُسية، حضر أحد المُحققين سائلًا بشأن تفاصيل الحادثة ليُجيبه كِين بكل ما استطاع جمعه واستيعابه، طلب من المُحقق بعدها ألا يتطرق بتحقيقه مع يُوليان وان يكتفي بما اخبره به هو والبقية، ليقبل المُحقق على مضضٍ مضيفًا إلى أقوال كِين أنها جميع الأدلة الموجودة ليبعد الأعين عن الفتاة احترامًا لرغبته...
-
السّبت || عند السّادسة وسبعٍ وخمسين دقيقة مساءً..
-
حيث كان صاحبُ الخُصلات الغرابية مُريحًا رأسه على سرير الأصغر، قابضًا برفقٍ على كفها، مُحركًا إبهامه عليه و مُنتظرًا استيقاظها، بصُحبة عقله المُنشغلٍ بتذكر جُل الأمور التّي قد حدثت تلك اللّيلة، كان بقرارة نفسه هو مُوقنًا أنه لن يرغب أي شخصٍ بالتّضحية بنفسه لحماية أحدهم مالم يكن شخصًا ثمينًا بالنّسبة له، هو لم يكن يرى أنه قد قام بشيءٍ يُذكر يجعلها ترغب بالإقدام على هكذا تضحية لأجله، في نهاية تفكيره العميق ذاك وصل إلى اللاشيء، فكما هو ظاهرٌ له، رغبتها تلك هي بحد ذاتها سرٌ أخر هي فقط من يستطيع اطلاعه عليه، تنهد عندها للمرة المئة كونه لا يستطيع الخروج من متاهة أفكاره هذه ولا يبدو أنه سيغادرها قريبًا...
سكنت أفكاره مثل الحُجرة التّي يمكث بها حالما شعر بها تُحرك كفها، أنينٌ خافتٌ سمعه بصعوبةٍ منها مما دفعه لرفع رأسه محاولًا استيعاب ما شهده قبل ثوانٍ قليلة، استقام مُحدقًا بها مُتاملًا لحظة استيقاظها والتّي تبدو قريبةً جدًا ليناديّ على يُوقي عدة مرات مُوقظًا إياه وشقيقته، فتحا أعيّنهما بتثاقل وتعب، فكلاهما لم يحظيا براحةٍ كافية خلال اليومين المنقضية، نهضا بفزعٍ مقتربين إلى جانبه بملامح مُتسائلة ليُجيبهما: لقد قامت بتحريك كفها، لقد شعرت بها قبل لحظات، أنا لا أتخيل الأمر هي ستستيقظ بالتأكيد...
رفعت مِيساكي نظرها نحو جهاز إشارات القلب لتجد اختلافًا ظاهرًا بها، إذ أنها كانت قبل بضع ساعاتٍ شبه مُضطربة لكنها الأن عادت إلى الوضع الطّبيعي! أعادت انتباهها نحو أخيها والأخر المُمسك بكفّ الفتاة لتجدهما يُحدقان بثباتٍ نحوها عقب ملاحظتهما لتجعد ملامحها دلالةً على استيقاظها المؤكد....
أما عن النّائمة فقد كانت بجفنين ثقيلين كفايةً لتتمكن من فتحهما بسهولة، عندها كان أول ما قابلها ضوء المشفى الأبيض ساقطًا بمنتصف عيّنيها مُباشرةً مُجبرًا إياها على الرمش لبضع مرات في محاولةٍ لاعتياده، اتضحت رؤيتها بعد تلك المُّحاولات تزامنًا مع هروب تنهيدةٍ خافتة من بين شفتيها قبل أن تقدم على الالتفات جانبًا حيث التقطت عيناها الهيئتين الواقفتين يَمينًا لها مراقبين بملامح تخالطت بين السّرور والقلق، ركزت بعدها نظرها نحو الأكبر والذّي كان ينظر لها بذات ابتسامته الجانبية المعهودة لبضع لحظات حتى تلاشت فور رؤيته لخط الدّموع يُخط بجانبية مُضاعفًا قلقهم، كاد يُوقي أن يتساءل بشأنه اعتقادًا منه أنها تتألم لكن صوتها المُرهق قد قطع فعلته بقولها: أ-اسفه...
أنت تقرأ
Lost.
Short Storyعاطفة وعنف متمازجان ✨ 🟡 ملحوظة : المعلومات الطّبية المذكورة معظمها غير صحيح