* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
صَباح الجُمعة|| الثَّامنة وثمانية وثلاثين دَقيقة.
-
كَانت أشعة الشَّمس الذَّهبية قد تَسللت عَبر زَجاج النَّافذة كعادتها، مُلقيةً التَّحيةً على ساكنيها، مِما كان مُعلنًا عن بِداية يومٍ جديدٍ محملٍ بمُختلف الأحداث، والتِّي يُجهل وَقعها والمَّشاعر المُّصاحبة لها بقلب أحدهم.
لكنها لم تَكن المُّتسبب بمُقاطعة نَوم سَيد المَّنزل، إذّ أنّ فتاته كَانت قد استيقظت في ساعةٍ مُبكرة، وطاقةٌ مُبتهجة واصلت الانبعاث منها، مُستقرةً على قدميه، وكَفاها تُواصل العبث بخُصلاته، أو تَنزلق على وَجهه لمُلاطفته.
لكن مُحاولتها الأخيرة قد بائت بالفَشل ما أنّ أوشكت على تِكرار ذات الفعل، إذّ أنّ الأكبر قد التقط كِلتا مِعصميها، جَاذبًا إياها حتى وَقعت عليه، لكنه لم يَزدها إلا ضَحكًا وابتهاجًا، فالجُلوس لساعةٍ كاملةٍ بذات المَّكان وهو نائم، كان كفيلًا بجعلها تَشعر بالضَّجر.
بجانبه، كَان غُرابي الشَّعر قد استيقظ بمزاجٍ عَذب مُنذ أنَّ رَنين ضَحكها هو أول ما سمعه، مِما جَعله يُضيق إحاطته لها، مُتأكدًا بذلك من ألا تَتمكن من الهرب منه، فيُخاطبها بنبرةٍ خافته: إحداهنّ تَبدو سعيدةً بهذه السَّاعة المُّبكرة، ما الخَطب؟
رَفعت الفتاة رأسها حال سماعها صَوته، مُحدقةً نحوه بتعبيرٍ ظَريف، ومن ثُمَّ تُجيبه ما أنّ وجدته قد قام بتقبيل مقدمة رأسها: أُريد قَضاء يومٍ حافلٍ معكِ كِيني، عليك النُّهوض حالًا، اكتفيت من انتظاركِ لوقتٍ طَويل.
أجابها: لم تَخلدي إلى النَّوم بالأمس إلا بساعةٍ متأخرة، لكنكِ الأن تَملكين طاقةً مُرتفعة، أين تُريدين منا الذَّهاب؟، كذلك لا تَقومي بلومي لأنَّني الحُصول على راحةٍ كافية، بل قومي بلومٍ نفسكِ لاستيقاظكِ بساعةٍ مُبكرة.
أجابته: أريد التَّجول في المَّدينة وتناول مُختلف الأصناف والمُّثلجات، فقط كل الأشياء الرَّائعة بيومٍ واحد، يُمكننا فعلها أليس كذلك كِيني؟، من فَضلك أعطني المُّوافقة.
أجاب: إنّ وعدتني أنّ تتناولِ وجباتكِ طِوال اليوم، أيُمكنكِ فعلها؟، إنّ وعدتني فسأفعل أيّ شيءٍ تُريدينه.
كانت ابتسامةٌ لطيفةٌ قد استقرت بثغرها ما أنّ قرأت المُّوافقة المُّخبئة أسفل قوله، فتومئ برأسها له، فيتحدث بعدما ألقى نَظرةً سَريعة على هاتفه لمعرفة السَّاعة: بما أنّ السَّاعة لا تَزال مُبكرة، فهذا يَعني أنّ جَميع الوجبات ستكون في الخارج، لننهض إذًا للاستعداد ونُغادر بعدها.
قَفزت الفتاة من مَقعدها ما أنّ قام بتحريرها، مُنطلقةً إلى دَورة المِّياه بعد التقاط مَلابسها، وعينا الأكبر آبت مُفارقة هَيئتها المُّبتهجة، لكن عَقله بدا مُنشغلًا بالتَّفكير بما سَكنه من تساؤلات، لكنه قرر ترك كل شيءٍ إلى ما بعد عودتهم، لئلا يُفسد مزاجها العذب.
أنت تقرأ
Lost.
Short Storyعاطفة وعنف متمازجان ✨ 🟡 ملحوظة : المعلومات الطّبية المذكورة معظمها غير صحيح