More than anything♦️

216 14 23
                                    










* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

-

مساء السبت، السّابعة واحدى عشر دقيقة، تلك اللّحظات التّي امتلأ منزل عائلة كِين بأصواتٍ مُتداخلة وأحاديث مُتفرقة، اللّيلة من الأسبوع والمعتاد عليها ان تجتمع عائلته وعائلة يُوقي معًا حتى الحادية عشر وما بعدها، لكن تلك العادة قد كُسرت لبضع مرات اثر ما كان يمر به بعض افراد هذا الاجتماع اللّطيف من عوائق عمل وغيرها، أما عن كين الذّي كان ما يزال رافضًا القدوم منذ قرابة السبعة أسابيع، قرر السّير خلف رغبة يُوليان بالقدوم ورؤية الجميع بعدما ملّت من ملازمة الفراش لوقتٍ طويل، في حِين كان يحمل بداخله بعض القلق تجاهها اثر تمزق جزءٍ صغير من مكان الجراحة مؤديًا إلى انتكاسة مُفاجئة قبل بضعة أيام، حاولت إقناعه بحقيقة تواجد عائلتها وتواجده معها كذلك في محاولةٍ لطمأنته كذلك حتى تلقت الموافقة اللّفظية منه وها هما يسيران بطريقهما إلى منزل عائلته...

في الجانب الأخر، كان من يَسكن المنزل ممن همّ أكبر سنًا قد نفذت المحاولات من بين أيديهم لإقناع الأخوين الأصغر سنًا بعدم قدوم كِين ويُوليان لأجل حالتها الصّحية، كون الجميع ما يزال باقيًا على رفض المَذكور في الحديث في وقتٍ باكر دون علمهم بحقيقة قدومهما، بخلاف يُوكي الذّي كان مُستاءً لأنها المرة السّابعة على التّوالي لتغيّب شقيقه عن هذا الاجتماع، كان يُوتا يحمل بداخله نوعًا من المشاعر السيئة والتّي استمرت بالنّمو يومًا بعد يوم شاعرًا بازدياد المسافة بينه وبين شقيقته حتى بات أشبه بدوامة مخيفةٍ له....

عاد والد يُوقي لبدء حديثٍ اخر حينما لم يجد كالبقية أيّ فائدةٍ من التحدث إليهما لكونهما لا يريدان الاستماع لمَ يُقال، استأذن ابنه الأكبر بعد لحظات لإجراء اتصالٍ هاتفي لبضع لحظات اخذًا مكانه بحجرةٍ مُختلفةٍ عنهم لئلا يُضيّق الخِناق عليهم او لا يتمكن من سماع حديث الطّرف الأخر على الهاتف...

بِضع لحظاتٍ منذ غادر يُوقي مكانه سُمع بعدها صوت جَرس المنزل، لم يملك أحدهم توقعًا لهوية الزّائر إثر علمهم بتمسكّ كِين برأيه، تقدم خَادم المنزل لفتح الباب بعدما سمعّ صوت سيده يخبره بشأنه، انحنى على فوره ما ان التقى هيئة كِين ويُوليان مُرحبًا بكليهما مُفسحًا الطريق لهما، كانت يُوليان تستند بشكلٍ جُزئيٍ عليه لتسير بصورةٍ معتدلة على الأقل، التفت يُوكي تجاه المدخل بفضولٍ تجاه القادم لتتسع عَيّناه هاتفًا: لقد اتيتما!!

نهض على فوره نحوهما ليقفز مُعانقًا شقيقه في حِين تبعه يُوتا مُعانقًا شقيقته بقوة حتى أوشكت على السّقوط، كانت تلك اللّحظة بعيدةً عن يد كِين ولم يتمكن من امساكهما لكنه كان مُمتنًا لظهور يُوقي من الخلف في اللّحظة الأخيرة مُحيطًا كليهما من ورا يُوليان، كان بصدد توبيخ شقيقه الأصغر على فعله لكنه توقف ما ان رأى وجهه المحمر وعيّناه التّي لم تتوقف عن ذرف الدّموع محدقًا نحو شقيقته مُردفًا: هل مللتِ من رؤيتي؟ ألم ترغبي بقدومي؟ حتى يُوكي استطاع رؤيتك في حِين أني كنت الوحيد الذّي لم يستطع القدوم إليكِ ورؤيتك لماذا؟ هل أنا أقل مكانةً من الجميع؟

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن