Say it♦️

273 17 11
                                    







* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

-

بعدما أنهت يُوليان حديثها مع والدتها عائدةً إلى منزلها بصحبة الأكبر، رأى كيف كانت تترنح بطريقها نحو سيارته، مد ذراعه عندها مُحيطًا إياها ليشعر بارتجاف جسدها وتنفسها البطيء مما دعاه ليحكم إحاطته لها، دفنت الأصغر وجهها بصدره بضعف غير قادرةٍ على رفع كفيها والتشبث بسترته كالمعتاد، ساعدها كِين على إكمال المسير حتى وصلا إلى المواقف ليعينها بعدها على الركوب، حال ولوجه إلى مقعد السّائق بجانبها، مدّ كفه مُستشعرًا جبينها بظاهره ليجده دافئًا كما تنبأ قبل لحظات بكونها مُصابةً بالحمّى، شتم تحت أنفاسه نازعًا معطفه واضعًا إياه على جرمها الصّغير ذاك في محاولةٍ لجعلها دافئةً قدر الإمكان قبل أن يلتفت مُديرًا المحرك وينطلق بطريقه إلى المشفى...

قضت ليلتين مُتواصلتين بنومٍ عميق بين تلك الأغطية البيضاء والأكبر لم يُفارقها بعدما اخبره الطّبيب بكونها عانت من سوء التغذية والراحة في آنٍ واحد، كان يوقي يأتي مُتفقدًا كليهما بأوقاتٍ مُتفرقة يقضي بعضها بالتّحدث مع الأكبر بمختلف الأمور حتى يُغادر...

+

الجمعة|| لحظات الشّروق الأولى

*

قرر يُوقي المرور لرؤيتهما قبل أن يذهب إلى العمل إذ أنه قد اخبر الأخر بكونه سيغطي غيابه حتى يعود لذا عليه ألا يهتمّ بأي شيءٍ عدا الاعتناء بيوليان حتى تعود لها عافيتها، حال وقوفه أمام باب حجرتها رفع يده طارقًا بضع طرقات، لكنه لم يتلقى أيّ استجابة من كِين على غير المعتاد، أدار مقبض الباب دافعًا إياه بخفة أخذًا خطواته الأولى إلى الداخل ليكون أو ما قابله تلك الهيئتان النائمتان بسكون، كان الأكبر مُمسكًا بإحدى كفيّ يُوليان بيدٍ واحدة بينما استخدم ذراعه الأخرى كوسادة واضعًا رأسه عليها، ابتسم يُوقي بخفة اثر ما يراه والذّي لم يكن متوقعًا لكون الأكبر دائمًا ما يستيقظ مُبكرًا، جذب الغطاء الإضافي الموضوع على الأريكة فاردًا إياه على جذع النّائم بهدوء لئلا يتسبب بإيقاظه ومن ثم جذب ورقةً صغيرة ترك بها ملحوظة بكونه قد أتى مُبكرًا وغادر ليضعها على هاتف كِين ليتمكن من قراءتها فور استيقاظه ومن ثمّ اخذ خُطواته مغادرًا المكان بذات الهدوء متجهًا إلى مقر عمله كما خطط...

+

|| العاشرة واربع دقائق

*

رفرفت جفنا يُوليان ببطء مُطلقةً تنهيدةً مُنزعجة حال أن سقط ضوء الحجرة الأبيض بمنتصف عّينيها دافعًا إياها لتغلقها لبضع لحظاتٍ مجددًا حتى اعتادت سطوعه، حدقت بالمكان حولها ومن ثمّ بذلك المحلول المتصل بكفها الأيمن لتعيّ بتلك اللحظة كونها بالمشفى وتعود إليها مشاهد الأيام الماضية، أطلقت تنهيدةً محبطةً بثقل قبل أن تدفع نفسها للنهوض لتشعر بثقلٍ ما على كفها الأخر، لم تحتج للتفكير ولو قليلًا بمن يكون الفاعل لعلمها بملازمة الأكبر لجنبها كلما حدثت مثل هذه الأمور من بين البقية، التفت عندها مُحدقةً بوجهه النّائم لترى التّعب يكسو ملامحه كالمرة الماضية، حررت عندها كفها بلطف قاصدةً مُلاطفة وجنته الظّاهرة بظاهر أصابعها تزامنًا مع تمتمتها: لا تزال تُرهق نفسك في كل مرةٍ اسقط بها كِيني...

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن