♦️ Broken pt2

34 3 43
                                    



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *


ظَهيرة الإثنين|| الثَّانِية عَشر وتِسع دقائق.

+

كَان حَال الجَميع قد انقلب بين ليلة ٍ وضُحاها مُنذ الحَادثة، مُزيلًا عَنهم طَيف البَهجة، فتَحل مَكانه غَمامةٌ حَزينة.

كَان غُرابي يَمكث طِوال الوقت بجانبه فَتاته، مُواصلًا مُشاركتها مَشاعر اشتياقه لها، وما يُخالجه من حُزن برُؤيته لحالها، لكنه لَم يَحصل ولو على استجابة واحدة.

عند هذه السَّاعة، كَان يوكي قد طَلب من شَقيقه القُدوم إلى مَركز الشُّرطة لمَعرفة ما عُرف من تَفاصيل القَضية وسَماع اعترافات الفاعل، والذِّي أستهلك الكَثير من جُهود الشُّرطة للافصاح عمَّا يُخفيه، فلا تَزال الأمور مَجهولةً حتى اللَّحظة التِّي تَسبق اعترافه.

بحُضور غُرابي الشَّعر وصَديقه، كَان التَّسجيل الصَّوتي الذِّي سُجل لحظة اعتراف المَّجرم قد بدأ، فيُنصت الجَميع بهُدوء لمَ يُسرد، وكل عُبارةٍ تُختم، يتَضاعف معها شُعورهم بالغَضب، فيَنهض كِين تَاركًا مكانه دُون الاهتمام بمُخاطبة الجَميع له بأنّ يَهدأ، فيأخذ مَوقفه أمام الفَاعل، والذِّي أخذ يَبتسم بمكر في مُحاولةٍ لاستفزازه، فيُخاطبه الشَّاب: ما الذِّي كُنت ستَحصل عليه بالمُّقابل؟ أجب في الحال.

شَخر المُّخاطب بسُخرية منه، راغبًا باستفزازه بكل طريقةٍ مُمكنه، فيُجيبه بنبرةٍ شامته: بالطَّبع هيَ، وإنّ لم تَكن ستُعطيني إياها كُنت سأُخلف وعدي معها وأقطع كل شيءٍ معها وأتفرد بتلك الحَسناء، فأيُّ أحدٍ قد يَسمع صوتها فقط ستُراوده جَميع الأفكار المُّمتعة، مُغـ...

قَاطعه الفَتى بَركه على وجهه بعُنف، مُتسببًا بوقوعه أرضًا مع كُرسيه، فيَلحظ الجَميع تَحوّل تَعبيره إلى واحدٍ أشدّ قَسوةً وبُرودة، فيَتقدم نَاحِية الوَاقع أمامه، مُخاطبًا إياه عَقب دَهسه لكَفه: أتحداك أنّ تُكملها أيُّها السَّاقط.

هَتف يُوكي له أنّ يَهدأ مع اقترابه منه، فيُخاطبه الأكبر بذات النَّبرة: الزم مكانك يُوكي!

أفزعت نَبرته الفَتى حَد تَجمّده مَكانه، مُراقبًا شَقيقه حَال عودتها للتَّحديق بالمُّذنب، فيَلحظ الجَميع عَودته للتحدث رُغم نَظرات غُرابي الشَّعر السَّاخِطة: قُلت لم أكنّ لأُضيّع على نفسي بعد سَنوات السِّجن الطَّويلة فَريسة مُغريةً مثلها.

تَزامنت لَحظة نُطقه بالكلمة الأخيرة حُصوله على رَكلةٍ أُخرى بمُنتصف وَجهه، مُتسببةً بسُقوط بِضعةً من أسنانه الأمامية ونَزف أنفه، مُتبعًا إياها بركلةٍ أُخرى على مَعدته، راغبًا بركله أكثر لولا شُعوره بكَفيّن قد وُضعتا على كَتفيه، فيَدفعه ذلك للالتفات إلى الفاعل، فيَجد صَديقه يُحدق نحوه بنظرةٍ ثابتة، بخِلاف التِّي كان يَحملها الثَّلاثة بالخَلف، فيُخاطبه عندها: يُوليان لن تَكون سَعيدةً برُؤيتكَ هكذا كِين، لا تَصل إلى الحَافة بسبب هذا السَّاقط وتِلك القَذرة.

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن