* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
مَساء السَّبت|| السَّابعة وتِسعٍ وعِشرين دَقيقة.
+
كَانت عائلة يُوقي قد قامت بدعوة كِين ويُوليان لقَضاء مَساء العُطلة برفقتهم مُنذ أنَّه قد مرّ وقتٌ طَويلٌ على أخر مرةٍ قاموا بزيارتهم بها، فيُجيبه اليَافع بكونه سَيترك القَرار عند الأصغر، فلا يُريد إجبارها على أيّ شيء وبالتَّحديد بهذه الفَترة.
ومن جَانبه، فقد كان مُستنكرًا ومُرتابًا ناحِيتها ما أنّ وجدها قد قَبلت الذَّهاب حتى بعد معرفتها بكونهما سيَذهبان إلى مَنزل العائلة، لكنه قرر عدم استهلاك الكَثير من الوقت بالتَّفكير، وإجابة السَّيد بكونهما سيَحضران على الوقت كالمُّعتاد.
حال وصولهما، كانت يُوليان تحتفظ بجُمود تعابيرها حتى عند التقائها مع إخوتها، مِما زاد رِيبتهم تجاهها، مُحاولين مَعرفة ما بها، لكنها كانت باقيةً على حالها، لم تُعطهم أيّ إيماءة أو تتغير مَلامحها ولو قليلًا.
أثناء انغماسهم بأحاديث الأكبر سِنًّا، التقطت أُذنا يُوليان صَوت العَربة التِّي أُوقفت بتلك اللَّحظة، مِما دفعها للالتفات إلى النَّافذة، رغبةً في التَّحقق مِن القادم، فتجد المُّنتظرة قد وَصلت، فيَكون هذا أول حدثٍ قد تَسبب باختلاف مَلامحها لهذه اللَّيلة، لكنها بَقيت ساكنةً لبضع لحظات، ومن ثُمَّ قامت بترك مَقعدها بجانب الأكبر، مُتجهةً إلى الخارج دُون مُخاطبة أحدهم.
اعتقد جَميعهم أنَّها تُريد استنشاق بعض الهَواء الطَّلق، خاصةً وأنّ أجواء اللَّيلة رَبيعية، حتى وَصلهم صُراخٌ مألوفٌ من الحَديقة، دفع الجَميع ليهرع إلى الخَارج لمعرفة ما يحدث، فتتوقف الأنفاس بالحَناجر ما أنّ شَهدت أعينهم المَّنظر أمامهم.
كَانت سِيرا مُحاصرةً مُقابلًا للحائط، تُضيّق يُوليان الخِناق عليها بمُحاصرتها لها، وسكِينٌ مألوفة الهَيئة لبعضهم أقرب إلى الالتصاق بعنقها، تَحمل تعبيرًا حَادًا كالذِّي حَملته ليلة إنقاذها للطفلة، لم يزحزحها اجتماعهم خلفها ولا مُحاولتهم بها أنّ تستعيد وعيّها، مِما دَفع المُّقابلة لها لتَصرخ بها بنبرةٍ مُهددة، قائلة: ما الذِّي تَفعلينه أيتها المَّعتوهة؟ دعيني وشأني!!
لكن المُّخاطبة لم تُحرك ساكنًا على الرَّغم من ارتفاع نبرتها، ممِا ضاعف جنونها المُّخبئ لمشاعرها الخَائفة، فتبدأ بالنَّظر خَلفها، علّها تَجد أحدهم يُحاول إيقافها أو إبعادها عنها، لكنها قرأت قلق الجَميع تِجاه الواقفة أمامها لا لها، مِما كان كفيلًا بإيقاد فَتيل السَّخط بداخلها، لكن سُرعان ما جُذب انتباهها ناحِية غُرابي الشَّعر، والذِّي أخذ يَتقدم نحوهما بجُمود تعابيره حتى أصبح واقفًا خَلف فتاته، فتعتقد أنَّه بهذه اللَّحظة سيقوم بسحبها أو سحب السِّلاح منها على الأقل، لكنها شَعرت بمزيدٍ من الضَّغط ما أنّ وجدته قد أسند رأسه على رأس الأصغر، مُحدقًا بها بتعبيرٍ مُستفز، ومن ثُمَّ خَاطبها بنبرةٍ مُشابهة: أليس هذا هو الجَزاء الأنسب على أفعالكِ؟
أنت تقرأ
Lost.
Short Storyعاطفة وعنف متمازجان ✨ 🟡 ملحوظة : المعلومات الطّبية المذكورة معظمها غير صحيح