* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *
-
-
الأحد || السّادسة وسبع دقائق مساءً
*
اللّيلة السّابقة لموعد مُغادرة يُوليان وبدء نُقطة خُلو المنزل للمرة الثّانية من صوتها كما يراه كِين، كانت قبلها قد استغلت النّصف الأول من شهر الانتظار ذاك بالتّفكير والنّظر في الأمر من عدة نواح إضافةً إلى سؤالها البقية وحصولها على اراءٍ مُختلفة غلبت الموافقة والتّشجيع مُعظمها قبل أن تختار هيَ تجربة الأمر والذّهاب لأول مرة بمفردها دون كِين او يُوقي بخلاف ما اعتادت، كانت موافقتها دافعًا للثلاثة الأخريات على الذّهاب وبالتّحديد بعدما استطاعت لِيا التّصرف بشأن صغيرتها خلال فترة غِيابها، أخذت يُوليان تُعد لرحلتها بمُساعدة كِين عند الخروج لشراء ما تجد انها بحاجةٍ إليه او حتى عند اعدادها لحقيبتها، اتفق كلٌ من كِين وزوج لِيا نِيل وشَقيق لُونا الأكبر كِيراساكي ترك الحرية لأربعتهم بالبقاء معًا بذات النّزل وذلك بدفعهم بصورةٍ متساوية المَبلغ المطلوب لفترة اقامتهم على الرّغم من محاولة الفتيات في النّاحية الأخرى بهم ألا يتحمّلوا شيئًا كهذا وأنّ بإمكانهم التّصرف عند وصولهم لكن دون استجابة...
في هذه الأثناء، كانت يُوليان تجلس أرضًا مُكملةً اعداد حقيبتها بعد انتهاءها من شراء ما تُريد والأكبر يُقرب ما تحتاجه قبل أن يأخذ مكانه بجانبها مُستمعًا إلى أحاديث الأصغر والتّي كانت تستمر بالتّحدث منذ دقائق طويلة وكأنها تُحاول استغلال ما تملكه من وقتٍ متبقي لإخراج ما لديها واخباره بما تحمّل، حال إغلاقها للحقيبة ودفعها قريبًا من الخزانة بجانب الحقيبة الأخرى، تحولت انظارها إلى الجانب الأخر تزامنًا لتوقفها عن الحديث والأخر مكتفٍ بمراقبته للحظات حتى طَال هدوءها الغَير مريح مما دعاه ليستأنف مُتحدثًا: أعلم أنكِ تُريدين البُكاء، لكن على الأقل اقتربي وابكي على كتفي، أنا هنا...
مدّ ذراعيه لها مما دعاها لتلقطهما مخفضةً رأسها متهربةً من النّظر إليه ليدفعه فعلها هذا إلى جذبها نحوه بقوة حتى استلقى كلاهما على الأرضية الباردة، تطوقها ذراعاه ببعض الضّيق، في حِين اخذت هيَ تبكي على صدره دون ان يأتيّ أحدهما بكلمةٍ واحدة...
ابقاها بحالها ذاك بين ذراعيه إلى ان استشعر هدوءها بعد حِين ليُمرر عندها احدى كفيه مُبعثرًا شعرها قليلًا ومن ثمّ نبس معيدًا انظارها إليه: انظري إليّ واخبريني بما تشعرين...
تمتمت الأصغر بنبرةٍ خافتة: ا-الأرضية باردة...
اخذ عَقل كِين يحاول استيعاب ما قالته لبضع لحظات قبل ان يضحكّ عند فهمه لمَ قالت، وقف عندها حاملًا إياها معه إلى سريرهما ويضعها بشّقها ومن ثمّ يأخذ مكانه بشقه هو الأخر مُستلقيًا على جانبه الأيسر ليُصبح مُقابلًا لها، مدّ يده مُزيلًا بقايا الدّموع العالقة اسفل عيّنيها مُهمهمًا لها كإشارة لتتحدث فتُردف: أنا بالفعل كنت مُتشوقةً للذهاب وتجربة الأمر وبالتّحديد برفقة لِيا والبقية، لكنني لا أريد البقاء بعيدةً عنك!! لقد أخبرنا الأستاذ أنها ستكون لشهرٍ واحدٍ فقط ومن ثمّ يتغير كل شيءٍ لتصبح شهرين...
أنت تقرأ
Lost.
Short Storyعاطفة وعنف متمازجان ✨ 🟡 ملحوظة : المعلومات الطّبية المذكورة معظمها غير صحيح