Not as it appears Final ♦️

33 2 60
                                    



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

جزءٌ من الأيام المُّنقضية.

+

عَقب خُروج يُوليان بعد مُكوث يومين مُتواصلين، لاحظ الجميع نُفورها من كِين عند عودتهم إلى المَّنزل، كما لو كانت لا تَرغب بالتَّواجد معه بذات البقعة وبالتَّحديد بمُفردها، كانت تَبيت اللَّيل على الأريكة بحُجرة مِيساكي، ولا تأتي إلى حجرتهما إلا بعد مُغادرته لتلتقط ما تحتاجه ومن ثُمَّ تَشرع بإنِّهاء ما لديها من مهامٍ بيومها.

بجانبه، كان الأكبر مُحافظًا على هُدوءه ومُقدرًا لمَ يَبدر منها من سلوك نَتيجةً لمَ حدث بالمَّشفى، حتى أحس بكون الأمر مُرهقًا لها أكثر منه، فيُقرر عِندها إخبارها بما قَرر فِعله، فيَسهل ذلك عليه حَال ولوجه إلى الحُجرة ورُؤيتها موجودةً بها، لم يَغبّ عنه ارتباكها رُغم مُواصلتها التَّحديق بالأرض وبحثها عن أيّ سَبيلٍ للمُغادرة، فيستوقفها بالتقاط مِعصمها بلُطفٍ ضَيق لئلا تتمكن من الهَرب، ومن ثُمَّ يُجلسها على السَّرير، فيُقرفص أرضًا أمامها مُحدقًا بها بثبات، مُخبرًا إياها بكونه سيُغادر ويَمكث بمنزلهما من يومهم هذا حتى تَستقر نَفسها وتهدأ، وتُصبح قادرةً على مُواجهته والتَّحدث إليه بهدوء عمَّا جَرى وأيِّ شيءٍ أخر تُريد الحَديث عنه، خاتمًا ذَلك بتقبيله مُقدمةً رأسها بعد انقطاعٍ عن هذا الفِعل لأيامٍ طَويلة، فتراه قَد التقط أغراضه المُّهمة ومِعطفه، مُغادرًا المَّكان وعلى وجهه ذات الابتسامة الجَانبية، تاركًا خَلفه الأصغر مُتجمدةً مكانها، لا تَدري كيف من المُّفترض أنّ تَكون رَدة فعلها بموقفٍ كهذا.

تَلى هذا الحدث ببضعة أيام سماع بعض الأحاديث المُّزعجة بمقرّ عملهم وبالتَّحديد بشأنّ الأكبر، إذّ أنّ استنكارهم برؤيتها تَبقى لمُعظم الوَقت بمكتب يُوقي وتغادر معه وتأتي بالمِّثل، لم يَكن ليمر بهدوءٍ وبساطة على مُوظفين ثرثارين مثلهم، لكن أصغر الرَّئيسين قد وَضع لهم حَدًا، مُذكرًا إياهم بما يَترتب على فِعلهم هذا وانشغالهم بما لا يعنيهم بدلًا من إتمام مهامهم، لكنه لم يُسكتهم إلا لبضع لحظات ومن ثُمَّ عادوا إلى حالهم السَّابق.

وعن الأكبر، لم يَكن مُباليًا بما يُقال عنه ولا همساتهم المُّتزايدة كلما مَرّ أمامهم، مما أشعر البعض بالقَلق، مُعتقدين أنّ يُواصل حَقن غَضبه وإسكات نفسه في الوقت الحَالي، لكن العَواقب ستكون وَخيمةً في حال سَمح لجانبه الغَاضب بالسَّيطرة عليه...

+

مساء الخميس|| العَاشرة وسبعٍ وأربعين دَقيقة.

+

كَانت يُوليان مُستلقيةً على فِراشها، تُحدق بسَقف الحُجرة بلا حِيلة بعدما عَجزت عن النَّوم رُغمَّ مُحاولاتها المُّتعبة لذلك، واصلت التَّفكير بشأنِّ الأكبر وبما حدث معهم وبكونه لم يَأتي إلى العَمل مُنذُ يومين، مما كان غَريبًا ومُقلقًا بالنِّسبة لها، فلم يَكن ليفعلها مهما بَلغ الخِصام بينهم أو كانت مَشاعره مُعقدة، لكونه يُواصل الفَصل بين مَشاعره وأمور حَياته لئلا يتعثر مَسيرها.

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن