Different ♦️

26 3 34
                                    



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *


صَباح الثُّلاثاء|| الثَّامِنة وست دقائق.

خِلال الأيام المُّنقضية، كان الطَّبيب قد سَمح ليُوقي بالمُّغادرة عَقب تأكده من أنّ حالته مُستقرة بعد العملية التِّي أجراها لَكتفه لتدارك ما أصابه من تمزقٍ بعضلاته، مُكررًا الوِصاية عليه بألا يُبالغ بحمل الأغراض أو التَّحرك كثيرًا، فلا يَزال حديث خُروجٍ وبحاجةٍ إلى راحةٍ طَويلةٍ ليتعافى.

في حِينها، كان كِين قد فَرض عليه عدم القُدوم لأسبوعٍ كاملٍ إلى العَمل وليبقى بفراشه كما أوصاه طَبيبه، دُون أنّ يُعطيه المَّجال لجداله، وشقيقته الأصغر تُوافق قَوله، مُهددةً إياه بكونها لن تتحدث معه إنّ أتى، وبقية عائلته يَقفون بصفهما، مما كان كافيًا بجعله يَعلم ألا فُرصة أمامه وعليه الاستماع، فكل ما يُريدونه منه هو التَّعافي سريعًا وليس التَّضييق عليه، مِما كان مُقدرًا ومعلومًا عِنده.

بهذه السَّاعة، كان اليَافع يُحاول بكل ما يَملكه أنّ يَربط حِذائه عَقب انحلال ربطته بالخطأ، دُون أنّ يَكفّ عن شَتم المَّجهول لشُعوره بالحَنق مِما يَحدث، فتُقاطعه بضعة طَرقات على بابه، فيأذن للطارق بالدُّخول، فيَجد يُوليان قد أتت لتفقده ومُساعدته بما تَبقى لديه، فتَجده يُحاول بكفٍ واحدة رَبط الحذِاء، مما جَعلها تُقلب عيّنيها بانزعاجٍ منه، فتتقدم نَاحيته، ومن ثُمَّ تُقرفص أرضًا أمامه عَقب التقاطها لمَ كان بين يديه، واضعةً إياهما أرضًا، فتطلب منه ارتدائهما لتتمكن من ربطهما، فيُجيبها: لا أُريد فعل هذا يُول، لا تَجلسي أر...

قاطعتها بإعادة قَولها بنبرةٍ صارمة أكثر من سابقتها، فيتنهد باستسلام ما أنّ علم أنَّه ما من جدوى تُرجى، فتُتبع أصغرهما قولها بتذمرٍ مُؤنب: دائمًا ما تَشكو من اكتسابي لصفات كِين، لكن ألا تَرى نَفسك؟ إنَّكما صَديقان حقًا، تُصبحان ثرثارين عِندما تُصابان وتكونان بحاجةٍ للمُساعدة، ما رأيكما فَقط أنّ تَصمتا وتتركاني أُساعدكما؟ أمّ عليّ تَذكيركما بحالكما عِندما أفعل المِّثل؟ صَديقان مُتشابهان، كلاكما وغدٌ مع نفسه.

كَاد يُوقي أنّ يُجيبها بعدما عَجز عن كَتم ضَحكته لولا مُقاطعة أحدهم لهما من عَتبة البَاب، مُجيبًا أحاديث يُوليان: لمَ يَتمّ شَتمي عِند استيقاظي؟ أفعلت شيئًا دُون أنّ أُدرك؟

اتجهت الأنظار إلى المُّتحدث، فيَلحظا بَعثرة شَعرها حد تغطيتهم لعيّنيه، ووجهه ما تَزال مَعالم النَّوم تَسكنها مِما كان دليلًا عن كَونه أتى لتفقد صَديقه حال استيقاظه، فتُجيبه أصغرهم على الفَور: لأنَّكما تُصبحان أحمقين عِندما تُصابان، يا إلهي فقط معكما...

تَقدم غُرابي الشَّعر بخطواتٍ مُترنحة إليهما حتى استطاع أخذ مُقعده بجانب الصَّامت، مادًا كَفه لبعثرة خُصلاتها القَصيرة كفعلٍ اعتاد القيام به لتحسين مَزاجها، فيَتزامن ذلك مع سُؤاله الجَالس بجانبه: أتشعر بتحسن؟ ارتفعت حرارتك بالأمس بصورةٍ مُفاجِئة لكن يَبدو أنّ الأمور قد عادت إلى وضعها الطَّبيعي...

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن