* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *صَباح السَّبت|| الحَادية عَشر وتسع دقائق.
-
كَانت الحَياة قد استعادت هُدوءها المُّحبب للجَميع حال انتهاء مُحاكمة سِيرا، والتِّي عَقبها تَدرج حالة يُوليان الصِّحية إلى الأفضل بفضل مُحاولات المُّحيطين بها المُّتواصلة لمُساعدتها على التَّحسن، لكن ذَلك لم يَشمل حَالتها العَقلية أو استعادة ثِقتها كما في السَّابق، إذّ أنَّها ما زالت تتحدث بخفوتٍ تامٍ مع غُرابي الشَّعر في جَميع الحَالات، حتى عندما يتواجدان وحدهما، إضافةً إلى تأثرها بجميع ما يقال وشُعورها بالغضب منهم سريعًا، وإنّ كان الأمر مُجرد دُعابةٍ عابرة، والذِّي لم يوُخذ بصورةٍ شخصية من البقية، لعلمهم بالمَّرحلة التِّي تَمر بها.
بهذه السَّاعة، كَان مَنزل غُرابي الشَّعر قد مَرّ بعاصفةٍ طَفيفة بعد إلقاء يُوكي مِزحةً صغيرة عليها بعدما رَفضت تَناول الطَّعام دُون تَواجد زَوجها، مِما دفعه لتذكيرها بكونها قد تَجرّ بنفسها للعودة إلى المَّشفى والحُصول على المَّزيد من العلاجات، راغبًا بذلك أنَّ يحَثّها على على تَناول إفطارها.
لكنها بخلاف ما أرادت، قامت بالهرب منهم والاستقرار خِزانة الكُتب الخاصة بالأكبر، مُواصلةً التَّحديق بالحَائط، وكأنها لا تَسمع أيًا من الأقوال المُّوجهة إليها.
عَقبها ببضع لحظات، كَان سَيد المَّنزل قد وَصل عَقب ابتياعه لبضعة أشياء أرادهم من قَبل، وعلامات الاستنكار قد نَمت على وجهه حال رؤيته للحال الذِّي هُمّ عليه، فيستفهم من يُوقي عمَّا حدث، فيُجيبه: كان يُوكي يُحاول اقناعها بتناول الطَّعام منذ أنَّك ستتأخر لئلا تُفوت الوجبة الأولى، لكن لنقل أنَّه كان أحمقًا باستخدام الكلمات وقام بتذكيرها بالمشفى والعودة إليها إنّ لم تأكل، لذا يُول غضبت وتسلقت هذه الأرفف الخَشبية وكما تَرى، تُواصل مُواجهة الحَائط مُنذ تِلك اللّحظة.
قام كِين بصفع رأس شَقيقه ببعض القُوة، مُشعرًا إياه بانزعاجه منه بهذه اللَّحظة، والأصغر قد وَضع كَفه مكان الضَّربة، مُتمتمًا باعتذاره له، فيَتبع ذلك مُخاطبة أكبرهم له: تعلّم النَّظر إلى الكلمات قبل النُّطق بها أيها الأحمق.
تَوجّه بعدها إلى الفتاة، مُحدقًا بتعابيرها ببعض التَّركيز، راغبًا بذلك أنّ يتيقن في حَال بكت أم لا، فيكون جُمود ملامحها إجابةً شافية له، فيُردف عندها: ألم تُواصلي البحث عني قَبل وقتٍ يُولي؟ لمَ لا تَنظرين إليّ الأن وأنا أمامك؟
تَزايد الانزعاج بداخلها حال مُخاطبته لها، مِما جعلها تتجاهل قوله، فيدفعه لمُخاطبته بنبرةٍ أكثر لِينًا: ألا تُريدين البقاء معي؟
التفتت الفتاة بذات التَّعابير المُّنزعجة، وعُقدة الغَضب قد نَمت بين حاجبيها، مِما دَفع غُرابي الشَّعر لانتهاز الفُرصة واكمال الحَديث، قائلًا: جَميع أعمال هذا اليوم بكامله مُلغاة لأجلكِ، أستذهب ساعاته هكذا وأنتِ غاضبة؟ ألا تُريدين قَضاءه معي؟
أنت تقرأ
Lost.
Kurzgeschichtenعاطفة وعنف متمازجان ✨ 🟡 ملحوظة : المعلومات الطّبية المذكورة معظمها غير صحيح