The first step ♦️

1.2K 27 22
                                    




* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

-

السّاعة السابعة و دقيقتين ، اللّحظات الأولى الشاهدة على مرور خيوط الشّمس الذّهبية خلال زجاج النّافذة الرّقيق ، مقابلًا لها يقف ذاك الجسد الذّي بدأ يتغطى بقطع الملابس قطعةً تلو الأخرى ، امتزجت بعض الخيوط الذّهبية بتلك الخصلات القصيرة المرفرفة مع كل حركة يقوم بها، على الرّغم من وجود ساعتين إضافيتين أمامه إلا أنه فضّل الانتهاء باكرًا، إذّ أنه يحتاج إلى ترك انطباعٍ لائق بما أنها مقابلته الأولى من أجل العمل منذ اشهر، ففي المقدمة من وفر له هذه الفُرصة هو صديقه، وثانيًا أنها لدى أحد أصدقاءه فلا يريد إظهار صديقه بصورةٍ سيئة أو إحراجه لدى الطّرف الأخر بسبب التأخير، ريثما كان يرتدي معطفه أخيرا قاطعه اهتزاز السّوار الذّي بيده معلنًا عن ورود رسالةٍ بهاتفه، حدق باسم المرسل ليجده صديقه، يعلمه بها أنه ينتظره أمام المنزل، هرع ملتقطًا قناعه الأسود وهاتفه ومن ثم اتجه خارجًا، التفت بعيّنيه حتى تمكن من التقاط عربته، ليأخذ خطواتٍ سريعة نحوه، ولج السّيارة رافعًا كفه كتحيةٍ له ليردها الأكبر له بابتسامةٍ جانبية مُردفًا: صباح الخير يُول، هل حظيت بليلةٍ جيدة؟

يُجيبه مُبقيًا عينيه عليه: لقد حفظت الدّرس جيدًا كما اعتقد، هل أثق بأنك لن تفسد الأمر بتاتًا؟

يُجيب: هذا لُؤمٌ منك يا فتى، أنا فقط أتحامق في كثيرٍ من الأحيان، لكن عندما يكون الأمر جادًا فأنا ألقي بالحماقة جانبًا لأنني لا أود رؤية نتائج غير محمودة وأضطر للتعامل معها أكثر...

انزل قناعه قليلًا مُكملًا: هذا ما يجعلني أثق بك أكثر من أيّ شخصٍ أخر، أنا حقًا كنت سأفقد حياتي لو لم تكن متواجدًا بها..

حرر قهقهةً بسبب إطراءه المفاجئ عليه مردفًا: كلانا ممتنٌ للأخر بذات المقدار ولكن بوصفٍ ومواقف مُختلفة، لكن فضولي تجاه صديقي المُمتن لم يخمد بعد إذ أنني لا أزال أتساءل كيف تتمكن من الرؤية بوضوح مع خصلاتك هذه التّي تغطي عينيك؟ أفهمّ تمامًا سببك وأقف معك، لكن ألا تُشكل مُشكلةً لك عند النّظر؟ أم أنك اعتدت الأمر؟

رفع كَتفيه بلا أعلم كإجابة ليسترسل بتساؤله: ألديك حسابٌ تقديري للمسافة إلى وجهتنا؟

يُردف: خمسٌ وخمسون دقيقة تقريبًا؟ لا أعلم لكنها قريبةٌ منها لأن كليكما يعيش في أطراف المدينة لذا نحتاج وقتًا حتى نصل، لما؟ أتريد شيئًا؟

يُردف: أيمكنني الحصول على غفوةٍ قصيرة؟ لم أنم إلا قرابة الواحدة واستيقظت عند الخامسة من أجل صديقك الذّي لن يكون مستعدًا للقائي إلا عند العاشرة لكنني لا أود وضعي أو وضعك في موقفٍ ضيق لذا، أيمكنني يوقي؟

أومئ له بصمت معطيًا إياه الإشارة للاعتدال بجلوسه قبل أن يغمض عينيه محاولًا تهدئة كل ذلك التّزاحم السّاكن برأسه تزامنًا مع بدء الأخر بإدارة المحرك والقيادة بهدوء فلا حاجة برأيه للسرعة، فصديقه ذاك لن ينزل لرؤيتهما قبل العاشرة مهما حدث، والساعة الأن تشير إلى السابعة وتسع عشر دقيقة لذا رأى أن يعطيّ قدرًا أكبر من الراحة للنائم بجانبه ....

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن