Lost.

Not As it's appears pt1 ♦️

* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

جزءٌ من الأيام المُّنقضية || صباح الأربعاء- الثَّامنة وواحدٍ وأربعين دقيقة.

*

كَان غُرابيّ الشَّعر مُستقرًا على حافة الفِراش بسُكون، مُحدقًا بالأصغر وهيَ تُكمل إغلاق أزرار قميصه من أجله، مُنذُ كانت كَفه اليُمنى قد لُويت نتيجةً لسقوط بعض القِطع الثَّقيلة عليها قبل يومين، لذا أوصاه الطَّبيب بعدم استعمالها قدر المُّستطاع، لئلا تطول فترة التَّعافي.

قفزت الأصغر حال انتهائها لالتقاط معطفه ومُساعدته على ارتداءه كما فعلت سابقًا، مُلتقطةً بعد ذلك حَقيبته وخاصتها بآنٍ واحد، فينطلقا مُتجهين إلى الطَّابق السُّفلي حَيث يتواجد البقية، فيشرعوا بتناول الإفطار، ومن ثُمَّ يُغادر كل واحدٍ منهم إلى عمله، فيَسكن المَّنزل بمُغادرة جميع ساكنيه.

+

عَقبَ انقضاء ثمانية مُنذ انطلاقهم، كان ساي قد أوقف العَربة بمواقفِ إحدى المَّقاهي الواقعة بطريقهم بعدما طَلبه كِين فِعل ذلك، منذ أنَّه استيقظ متأخرًا ولم يحظى بأي وجبة، مُشيرًا له أن يذهب ويبتاع وجبة إفطارٍ ويتناولها بهدوء دون الانشغال بشأن تأخرهم، فيَفعل عَقب تَقديم شُكره لسيده، مُغلقًا الأبواب خلفه كما كان مَعهودًا.

بلحظات انتظارهم، كانت يُوليان تُحدق في الخَارج بلا هَدف لدقائق معدودة، حتى شعرت بكفَ الأكبر تنكز كتفها، فتلتفت ناحيته لتفقده، فتجده يُشير لها بالاقتراب منه ما دامت لا تملك ما تفعله، فتقترب مُريحةً رأسها على كتفه، وعيناها مُصوبتان إلى ما يتواجد خارجًا، لئلا تنظر إلى هاتفه دون إذنٍ منه، ليَهمس لها بلحظتها: يُمكنكِ النَّظر يُولي، إنه بريد العمل.

حَدقت بمقدار المِّلفات التِّي وصلته بفترةٍ وجيزة، وكأنَّه لم يقمّ بالاطلاع عليه سابقًا، لكنه بدا غير مهتمٍ بمعظمها، مما دعاها لتتساءل عن سبب مُروره السَّريع، فيُجيب: جزءٌ منها مُكررة، والجُزء الأخر كانت ردًا على أمورٍ قد طلبتها من بعض الأقسام، أتمّ نصفهم ما طلبت، والنِّصف الأخر اختار إطالة الأمر والمُّناقشة والاعتراض، ولست في مزاجٍ جيدٍ لمناقشتهم الأن.

التقطت الهَاتف منه بُلطف، مُغلقةً إياه قَبل أن تَضعه جانبًا، ومن ثُمَّ تُجيب ما يَظهر عليه من تساؤلات: ما دام شيئًا يُعكر صفوك إذًا لا تَنظر إليه، لا تَقرأ ولا تُعطه أيّ اهتمامٍ حتى تهدأ، تصرف كما اعتدت كِين.

يُجيبها: لم أقصد هذا، لكنكِ تعلمين جيدًا إلى أيّ مدى أبغض نِقاش المُّخطئين ومحاولاتهم للتبرير، أيحاولون إيجاد ثَغرةٍ ما ليُنظر نحوهم من إحدى الزَّوايا أنَّهم على حق؟ لا أحب هذه الالتواءات.