Lost.

Diamond hearts ♦️

* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *

صَباح الجُمعة || الثامنة وثلاث دقائق.

-

كَان نَوم سَيد المَّنزل السَّاكن قد بدأ بالزَّوال عند اشتداد دِفئ أشعة الشَّمس المُّلاطفة لوجهه، فتتفرق جِفناه ببطء، مُحاولًا اعتياد الضَّوء السَّاقط على عينيه بصورة مُباشرة، فتُغادره تنهيدة خافته حال إفاقته بصورة كُلية.

حَال رغبته بالاعتدال بالجلوس، شعر ببعض الثِّقل بجانبه الأيسر، مِما جَعله يُدرك أمر نَوم الأصغر على ذراعه اليُسرى، فيُحول أنظاره إليها على الفور، فيَجدها غارقةً بنومٍ عميق بين الأغطية، فيَعلم عندها أنَّها مُجهدةٌ تمامًا من العَمل والدِّراسة حتى ساعة متأخرة، فيَميل إليها حتى استطاع تقبيل جَبينها ومن ثُمَّ يُتمتم بنبرةٍ خافته: أنتِ مَحظوظة لأنّ دُروسكِ تبدأ بعد الظَّهيرة، سأتركك نائمة حتى العاشرة، لذا أحلامًا سعيدة حُلوتي.

قام بتعديل الغِطاء لها عَقب تركه لمقعده، ويُنزل السِّتار لحجب ضَوء الشَّمس عنها، مُتجهًا بعدها للاغتسال وإنهاء ما أراد إنهاءه من أعمالٍ مُتبقية حتى يحين مَوعد إيقاظها.

لكنها كانت أسبق بالاستيقاظ قَبل المِّيعاد بقُرابة السَّاعة، مُقررة الاغتسال مُبكرًا وسُؤال الأكبر عمَّا عجزت عن فَهمه بليلتها المّاضية إنّ لم يَكن مُنشغلًا بالقِيام بأحد أعماله الهَامة.

حال وُلوجها مَكتبه المَّنزلي، قَامت بطرق الباب لبضع مرات لجذب انتباهه ما أنّ وجدته مُركزًا على الأوراق بين يديه، فيُوجه أنظاره نحوها بابتسامةٍ لَطيفة، كَونه عالمًا بأنَّهما الوحيدان في المَّنزل، ومن ثُمَّ يُردف بنبرةٍ ودودة: صَباح الخَير عَزيزتي!، اعتقدت أنَّكِ ستبقين نائمة حتى أُوقظكِ عند العَاشرة، مُتأكدٌ من كونكِ لم تَخلدي للنوم مُبكرًا بالأمس...

أجابته بنبرةٍ مُنخفضة: لا أُحب النَّوم دُون إتمام مَهامي...

تَرك الأكبر مقعده ما أنّ وجدها قد أشاحت بأنظارها بعيدًا عنه، كما لو كانت تَملك شيئًا بنفسها يدفعها لفعل ذلك، أخذًا خطواته حتى أصبح مَوقفه أمامها، ومن ثُمّ ينخفض بطوله حتى أصبح بمُستوى نظرها، فيُرغمها ذلك على النَّظر إليه، ومن ثُمَّ يُردف حال اتصال بصرهما: برُؤيتكِ تَحملين أحد دفاتركِ، فهذا يَعني أنَّكِ تَملكين شيئًا تحتاجين المُّساعدة به...

لكن بالنَّظر إلى وجهكِ، هذا ليس الشَّيء الوحيد الذِّي يَلتف حول عقلكِ، لديكِ الكَثير للحديث عنه، الستُ على حق؟

أجابته الفتاة: توقف عن طَلب التأكيد لأشياءٍ مُؤكدةٍ بالنِّسبة لك كِين، لديّ الكَثير للحديث عنه لكنه ليس الوقت المُّلائم لذلك، لديّ ثلاثة أسئلة لم أستطع إتمام حَلّهم رُغم استمراري في المُّحاولة، لذا أيُمكنك مُساعدتي بها؟