Different days ♦️ Pt2

21 3 61
                                    



* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *


صَباح الأحد|| التَّاسِعة وثلاث دقائق.

+

كَان مُعظم السَّاكنين قد استيقظوا كما اعتادوا خِلال الأيام المَّاضية، مُستغلين السَّاعات المُّبكرة للاستمتاع بدفئها وهدوئها قَبل أنّ يَحين مَوعد الإفطار وتَنفيذ الخُّطط المُّعدة بيومٍ سابق، باستثناء الأصغر سنًّا، لكونهم لم يَذهبوا للنوم إلا بعد الثَّانية عَشر.

كَان والد كِين قد أخبر اليَافعين بالذَّهاب وإيقاظ الثَّلاثة المُّتبقين ما دام الطُّهاة قد انتهوا من إعداد الإفطار وسيُوضع على الطَّاولة، لذا يُمكنهم الانتهاء من عاداتهم الصَّباحية بهذه الأثناء.

فَور وصول غُرابي الشَّعر إلى حُجرته، وَجد يُوليان مُتكورةً أسفل الغِطاء بتعبيرٍ قلق، كما لو كانت تَرى حُلمًا سيئًا، مِما دَفعه ليأخذ مقعده بشقه على عجل، بادئًا بالهتف بنبرةٍ خافتة باسمها، مُواصلًا المَّسح على رأسها بلُطف حتى بدأت بالاستجابة له، فتبدأ بفتح عيّنيها ببطء لتتمكن من اعتياد الضَّوء، فلتَحظ تَمركز عيّنيه عليها، فيتحدث ما أنّ وجدها قد اعتدلت بجلوسها بجانبه: أنتِ بخير؟ أحلمت بشيءٍ ما؟

أجابته: فقط أشعر بشعورٍ سيء لكنني لا أعلم السَّبب.

خَلل أصابعه بين خُصلاتها في مُحاولةٍ لتهدئتها، فتلتفت نَاحيتها بتعبيرٍ مُسترخٍ، فتتحدث بنبرةٍ خافتة: لا عليك، أثمة خَطبٌ ما؟

أجابها: أبي طَلب منا إيقاظكِ أنتِ وشَقيقكِ ويُوكي، كالعادة إنَّه وقت الإفطار، نحتاج إلى الانتهاء في وقتٍ مُبكر لنُغادر إلى الشَّاطِئ، عليكِ النُّهوض حالًا، فلا يَزال يُوكي لم يستيقظ ولا أحد سيذهب لإيقاظها عداي.

+

الواحِدة وستة عَشر دقيقة.

كَان الجَميع قد اتجه إلى الشَّاطِئ بعد حَزمهم لأمتعتهم لقَضاء السَّاعات المُّتبقية لهذا اليَوم قَبل الصُّعود إلى السَّفينة وَقضاء المُّدة المُّتفق عليها بها، مُقررين تَجربة مُختلف الأنشطة بِدءًا من التَّجول بالأسواق كما أرادت يُوليان ذلك، ووصولًا إلى الدَّراجات المَّائية للعب لبعض الوَقت، فيَلحظ الجَميع تَراجع الفتاة وطَلبها منهم أنّ يَذهبوا لفعلها وهيَ ستجلس بجانب الأغراض وتُراقبهم، مُدركين بذلك أنّ عدم تمكنها من السِّباحة لا يَزال يُشكل عائقًا ويُخيفها حتى الأن...

لكنها لم تَكد تُنهي حديثها وتلتفت للذهاب إلى حَيث أشارت، حتى شَعرت بنفسها قد رُفعت عن الأرض بفعل أحدهم، ولم يَكن عدا غُرابي الشَّعر، والذِّي كان يبتسم بوُسع بظلِّ استنكار الجَميع حوله بمن فيهم هِيَ، فيُخاطبها بنبرةٍ مُبتهجة: أظُّنُّني قلت لكِ قَبلًا أنَّكِ تُواصلي العَيش بمِثل هذه المَّخاوف بمُجرد معرفتي بها، مِما يَعني أنَّكِ لن تسمعي ردًا مِثل "أوه كما تُريدين يُوليان أو حسنًا لنبحث عن شيءٍ أخر لفعله سويًا"، ستركبين معي وستُجربين شيئًا جديدًا، ولستِ مُخيرةً بذلك لذا لنذهب.

Lost.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن