* * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * * *الثُّلاثاء|| العاشرة وخمسٍ وعشرين دقيقةً صباحًا.
*
كَانت يُوليان قد غادرت المَّنزل في وقتٍ مُبكر قبل استيقاظ أيّ فردٍ به، قَاصدةً مَركَز الشُّرطة، نِية لِقاء شخصٍ ما وإشباع ما تَبقى من فضولٍ وإيجاد إجاباتٍ شافيةٍ لأسئلتها، استقبلها رَئيس القِسم المَّسؤول عن السَّجين المَّنشود، مُستنكرًا قُدومها بمُفردها دون والدتها، لكن سُرعان ما تَلاشى هذا الاستنكار بظُهور يُوكي، والذِّي كان لتوّه انتهى من فترة عمله اللَّيلية، ليأذن لها بالمُّقابلة شَرط مُرافقةِ المَّذكور أنفًا لها، فيعطيَّ كلا اليافعين موافقتهما له.
أخذا ينتظران لبضعة دقائق صامتة، حتى فُتح باب الحُجرة مُظهرًا من خَلفه كالفِن بيديه المٌّقيّدتين، تَبعه على الفور صوتُ إغلاق الباب، نِية إعطائهم ما يَكفي من الخُصوصية للتحدث.
كَانت علاماتُ الاستنكار تَعلو مَلامح الرَّجل أمامهما، والذِّي لم يُصدق عندما تمّ إخباره عن رغبتها بلقائه والتَّحدث معه لبعض الوقت، فلم يعتقد ولو لمرةٍ واحدة أنَّها ستأتي برغبتها إليه وتتحدث بعد كل الذِّي جرى لها ولعائلتها بعد أخر لقاءٍ بينهم.
نَفثت يُوليان أنفاسها الثَّقيلة، مُعيدةً ترتيب أفكارها بهذا الفِعل، ومن ثُمَّ رفعت أنظارها مُحدثةً اتصالًا بصريًا بينهما، وأردفت: لا أعلم ما الذِّي يدور بعقلك بالتَّحديد أو كَيف تَبدو مشاعرك تِجاه لقائي مُجددًا، لكنني أملك سؤالًا واحدًا لطرحه، إجابته ستُجيب كل ما تبقى من أسئلة، أيُمكنك إجابته؟
همهم كإجابةٍ لها، مُعدلًا وضعية جُلوسه ليُصبح ظهره مُسندًا على الكُرسي، لتأخذها الفتاة كإشارةٍ وتسأل: كَيف بدأ كل شيءٍ كالفِن؟ ليس الأمر وكأنَّك كُنت تتَجولُ بلا هدف ورأيت ذلك الرَّجل وأمي وبدأت تَضعُ عيّنيك عليهما، وليسَ وكأنَّك تَعرف كِين حق المَّعرفة فقط من مُهمةٍ قُمت بتأديتها، ما القِصةُ يا تُرى؟
وَضع ابتسامةُ جَانبية يُظهِر بها نوعًا مشاعر الانبهار من دِقت حَديثها عنه، وكأنَّه كان مُنتظرًا لكن غير مُتوقعٍ بذات اللَّحظة، اختار إجابتها بسؤال رغبةً في إسكات فضوله أولًا، قائلًا: ولمَ تعتقدين هذا يُوليان؟
تُجيب: أنا لم أكن اسمع ولم أستطع تمييز نبرتك أو نبرة لُويس، لكنني كنتُ أرى فارِق السُّلوكيات والتَّعابير والأحاديث لوقتٍ طَويل، في حِين أنَّه كان مُستمرًا بالسُّخرية مني واستخدام أساليب وألفاظٍ قاسيةٍ معي، أنت فقط كُنت باردًا، هو يأتي لإعطاء الأوامر والثَّرثرة بشأن قدوم الزَّبائن أو تحذيري من محاولة الهرب وما إلى ذلك، لكنك كنت تأتي لقصّ ما يَجري، كنت تسألني كيف تَبدو مُشاعر الطِّفل عندما يَفقد والدته، عندما يتمّ تقييده داخل إطارٍ واحدٍ لا يُمكنه مُغادرته، أو بالأصحّ، إجباره على العَيش بداخله سواءً بأفعالٍ ماضية أو حاضرة، لمَ لا تَحكي كل شيءٍ من البِداية؟ لا يَهمُني ما سَيقوله كِين أو أمي عند هذه اللَّحظة، حتى إنّ وَصلهم ما سأُفصِح عنه لستُ مهتمة، في حِين أنِّي أحمل كمًا لا يُمكن تخيّله من الحِقد تِجاه لويس، لا أحملُ شيئًا تجاهك إلا مَشاعر ثائرة ومُبعثرة، أملك سببًا جيدًا لأكرهك، لكن كل محاولةٍ تنتهي بالتَّفكير بأفعالِك سابقًا، لذا عليكَ حلُ هذه العُقدة، فقد وعدتني منذُ وقتٍ طويل بالحُصول على الإجابة إنّ استطعت شقّ طريقي وبدء حياةٍ جديدة، أخبرني بكل شيء.
أنت تقرأ
Lost.
Short Storyعاطفة وعنف متمازجان ✨ 🟡 ملحوظة : المعلومات الطّبية المذكورة معظمها غير صحيح